عبد المحسن الإسكندري المعروف ب ابن الرقيق

وبتُّ أَرْعَى السُّهَا والليلُ مُعْتَكِرٌ ... والدمعُ مُنْسَجِمٌ من سُحْبِ أَجْفَني

وعاتَبَتْ مُقْلَتِي طيفاً أَلَمَّ بها ... أَهكَذَا فِعْلُ خِلاّنٍ بخلاّنِ

نأَيْتُ عنكم وفي الأحشاءِ جَمْرُ لَظىً ... وسُقْمُ جِسْمي لِمَا أَهْوَاهُ عُنْواني

إذا تذكرتُ أيّاماً لنا سَلَفَتْ ... أَعانَ دمعي على تَغْريق نسياني

وكتب بعض الأفاضل إليها، وقد مدحت نفسي:

وما شَرَفٌ أن يَمْدَحَ المرءُ نفسَه ... ولكنّ أفعالاً تُذَمُّ وتُمْدَحُ

وما كلَّ حينٍ يَصْدُقُ المرءَ قَلْبُهُ ... ولا كلُّ أصحابِ التجارةِ تَرْبَحُ

ولا كلُّ من ترجو لغيبِكَ حافظٌ ... ولا كلُّ من ضمَّ الوديعةَ يَصْلُحُ

فكتبت إليه:

تعيبُ على الإنسان إظهارَ عِلْمِه ... أَبا لِجدِّ هذا منك أمْ أنْتَ تَمْزَحُ

فَدَتْكَ حياتي قد تقَدَّمَ قبلنا ... إلى مَدْحهِم قومٌ وقالوا فأَفْصَحوا

وللمتنبي أحرُفٌ في مديحهِ ... على نَفْسِهِ بالحقِّ والحقُّ أَوْضَحُ

أَرُوني فتاةً في زماني تَفُوقُني ... وتَعْلُو على عِلْمي وتَهْجُو وتَمْدَ؛ ُ

عبد المحسن الإسكندري المعروف ب

ابن الرقيق

ذكره الفقيه أبو الفتح نصر الفزاري وقال: هو كثير الهجو، بذيء اللسان، وله شعر جيد، عارف بصناعة الطب والهندسة.

قال: أنشدني أبو الفتح نصر المصري، قال: أنشدني عبد المحسن لنفسه في ابن عبد القوي:

قُلْ لابْنِ عَبْدِ القَوِيِّ يا خَرِفُ ... علامَ ذا التِّيهُ منك والصَّلَفُ

لا يَغْرُرَنْكَ الثيابُ أَبْيَضُها ... فإنما منك تَحْتَها جِيَفُ

فالدُّرُّ مُسْتَوْدَعٌ حَشَا صَدَفٍ ... وأنت درٌّ في جَوْفِهِ صَدَفُ

وله في ابني كامل:

لا بدّ لابْنَيْ كاملٍ من نَكْبَةٍ ... يَزِنانِ فيها كلَّ ما ادّخراهُ

فالكلبُ يَفْرَحُ بالذي هو آكِلٌ ... ويَضِيقُ ذرعاً بالذي يخراه

وله في أعور:

لنصرَ خُبْرٌ يُحَقِّقُ الخَبَرَا ... فَهْوَ على حالتَيْهِ ذَقْنُ خرا

وأَعْوَرُ العينِ قُبْحُ مَنْظَرِهِ ... أَثَّرَ في عَيْنِ دَهْرِنَا عَوَرا

ما كنت أَدْرِي قُبَيْلَ أَنْظُرُهُ ... أنّ المسيخَ الدجّال قد ظهرا

من قال إنّ الإله خالِقُهُ ... فإنه بالإله قد كَفَرَا

وله

يا يهودَ الزمانِ أَنتُمْ حميرٌ ... وتيوسٌ بكمْ تُقَاسُ التيوسُ

حين أَضْحى شَمْوِيلُ فيكمْ رئيساً ... وبقدرِ المَرْءُوسِ يَأْتي الرئيسُ

هوَ ثَوْرٌ وربُّهُ كان عِجْلاً ... من قديمٍ وصِهْرُهُ جامُوس

ابن سلمان القرشي

من أهل الإسكندرية هو أبو الفضل يوسف بن سلمان القرشي. أنشدني نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الفزاري ببغداد قال: أنشدني القاضي أبو محمد العثماني الديباجي بالإسكندرية قال: أنشدني أبو الفضل يوسف بن سلمان القرشي لنفسه ذكر أنه كان من أهل الفضل وذوي اليسار بها:

أرى كُتُباً قد طال في جمعها جُهْدِي ... وزادَ إليها قَبْلَ تحصيلها وَجْدِي

تمنيتُ فيها نظرةً فَحُرِمْتُهَا ... وجاءَتْ عقيبَ المنع عَفْواً بلا كَدِّ

فأصبحتُ فيها ناظراً مُتَحَكِّماً ... جواداً بما فيها على الصادقِ الوُدِّ

أَقَلِّبُهَا من بَعْدِ غيري مُحَكَّما ... فيا ليت شعري مَنْ يُقَلِّبُهَا بَعْدي

نصر بن عبد الرحمن الفزاري

وللفقيه نصر بن عبد الرحمن الأسكندري الفزاري في معناه، وكتب لي نسبه وهو: نصر بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن علي بن الحسين بن زياد بن عبد القوي ابن عامر بن محمد بن جعفر بن أشعث بن يزيد بن حاتم بن حمل الفزاري، أنشدنيه وذكر أنه كان عني بتصنيف كتب سماها لي، أنشدنيه لنفسه في بغداد، رأيته شاباً متوقداً بالذكاء والفطنة عارفاً بالأدب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015