كأَنَّ لكلِّ كُورٍ في فؤادي ... إِذا أَذكى لَظَى الأشواقِ كِير

ومنها:

وأَغْيَدَ ما لوجنَتِهِ وفيه ... ولا ما في زجاجَتِهِ نظيرُ

سقى فأدارَ من عينيه أُخْرَى ... لأَمْرِ ما تَنَوَّعَتِ الخُمُورُ

وله

قل لأَيَّامِنَا التي قَدْ تَقَضَّتْ ... بالغَضَا هل لنا إِليكِ سَبيلُ

أَتُرَى البان في رياضك ينآ ... دُ إِذا مَسَّهُ النسيمُ العليلُ

أم ترى الشادن الغرير له ب ... ين كثِيبَيْك مَسْرَحٌ وَمَقِيل

سَلْ بِوَعْسائِهَا الخمائلَ تُجْلَى ... أشَمالٌ تَمَسُّها أَمْ شَمُولُ

إن يكن عَنْكَ عَزَّ صَبْرٌ فصبراً ... إن عُمْرَ البكاءِ فيك طويل

وإذا بانَ عَنْكَ من كنتَ تهوا ... هُ فغيرُ الجميل صبرٌ جميل

وله من قطعة:

مَنْ سُكْرُهُ بين رُضابٍ وراحْ ... فكيف يا صاحِ يُرى ذاك صاحْ

ومنها:

أَغَنُّ مجدولٌ هَضيمُ الحَشَا ... مُرْتَدِفُ الأَرْدَاف نِضْوُ الوشاحْ

في لحظهِ سِحْرٌ وفي خَدِّه ... وَرْدٌ وفي فيه أَقَاحٌ وراحْ

راحَ وفِعْلُ الراحِ فيه كما ... يَفْعَلُ بالغُصْنِ نَسيمُ الرياح

وكيف يُرْجَى لي صلاحٌ وقد ... بُليتُ يا صاحِ بحبِّ الملاحْ

شققتُ ثَوْبَ الصبرِ مِن بَعْدِه ... فليعذلِ العاذلُ وَلْيَلْحَ لاح

وله

كم ليلةٍ نادمتُ في ظلمائها ... بدراً وشمسُ الكأْسِ مَطْلَعُ زندِهِ

مشمولةٌ يا ليت رِقَّةَ طبعها ... في قلبه وصفاءَها في وُدِّه

فكأنها من ريقه وَحَبَابَها ... من ثغرِهِ، وشُعَاعَها من خدِّه

وله

ظَلَّتْ مِظَلَّتُهُمْ مثلَ الفراشةِ والبيضُ ... اللوامعُ في أيْديِكمُ لَهَبُ

جَاءُوا بها هالةً لم يستتر قمرٌ ... فيها ودائرةً ما حَلَّها قُطُبُ

لم تَبْدُ إلا وبيضُ الهندِ عائدةٌ ... إليك وهي على أَطْرَافها سَلَبُ

ومنها:

خَفَّ الحديدُ على جسمٍ تعوّدَ أَنْ ... يَجْفُو على منكبيه اللاَّذُ والقَصَبُ

وله

مَلْكٌ بكفيه وأَسْيَافِهِ ... تُقْسَمُ آجالٌ وأرْزَاقُ

ذلَّتْ لنعماك نفوسٌ كما ... ذَلَّتْ لأَسْيافِكَ أَعْنَاقُ

وله يمدح أحد أخوين ويعرض بالآخر:

همُ خَبَثُ الحديد وأَنْتَ مما ... يُصَفَّى جوهرُ السيفِ اليماني

وإن أَوْرَى زنادكمُ شراراً ... فبين النارِ بَوْنٌ والدُّخَانِ

وإن جَمَعَتْ أنابيباً قناةٌ ... فأين الكعبُ من رأْسِ السنان

وله في المدح:

قل للغمام تُبَارى فَيْضَ راحتِهِ ... وأنت في كلِّ وقتٍ غيرُ منهمرِ

وأين برقُكَ من إيماض صارِمِهِ ... وأين سَيْبُكَ من جَدْوَأه بالبِدَر

يلقاك مبتهجاً والغيثُ في يده ... يَهْمِي فيجمعُ بين الشمس والمطر

وله في جواب كتاب:

نَشَرْتُ كتابك عند الورودِ ... فناهيكَ من جَوْهَرٍ مُلْتَقَطْ

ولم أَرَ من قبله رَوْضَةً ... من الحظِّ مَطْلُولةً بالنُّقَطْ

وله أيضاً جواب كتاب:

أهلاً بها جنةً أَهْدَ ثمارَ نُهى ... وعرَّس الطَّرْفُ فيها أَيَّ تعريسِ

ما دار في خَلَدِي لولا كتابكُمُ ... أَنَّ البساتينَ تُهْدَى في القراطيس

وله يصف قبح منزله وضيقه:

ليَ بَيْتٌ كأَنَّهُ بيتُ شِعْرٍ ... لابن حجَّاجَ من قصيدٍ سخيفٍ

ضايقتني بناتُ ورْدان حتى ... أنا فيه كفارةٍ في كنيف

أين للعنكبوتِ بَيْتٌ ضعيفٌ ... مثله وهو مثلُ عقلي الضعيف

وإذا هبَّ فيه ريحُ السراويلِ ... فَسَلِّمْ على اللِّحَى والأنوف

بُقْعَةٌ صَدَّ مطلعُ الشمس عنها ... فأنا مُذْ سَكَنْتُهَا في الكسوف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015