ونَكَّبَ عن مصرٍ وَوَلَّى بمَنْكَبٍ ... جريحٍ بأنيابِ النوائبِ مَنْكُوبِ

وقد كادَ دينُ اللهِ يَخْفتُ نُورُهُ ... ويُرْمَى بتبديلٍ وشيكٍ وتقليب

فحصَّنْتُمُوهُ بالأَسِنَّةِ والظُّبَا ... وتصعيدِ آراءٍ كَفَتْهُ وتَصْويب

فلست ترى إِلا مَحَاريبَ في وغى ... حَمَوْا بيضةَ الإسلامِ أَوْفى مَحَاريبِ

ومنها:

وما المُلْكُ إلا لائقٌ بأَخيكُمُ ... وغارِبُهُ إِلاّ لَهُ غيرُ مَرْكوبِ

أنتم نجومٌ وهو كالشمسِ ضَوْءُها ... مَلِيٌّ بتَشْرِيقٍ يَعُمُّ وتغريب

أَيُوسفَ مصرٍ إنما أَنْتَ يوسُفٌ ... فأَنْتَ ابنُ أَيُّوبٍ وذاكَ ابنُ يعقوب

وما بَرِحَتْ مصرٌ قديماً حُمَاتُها ... ببعثٍ من القُطْرِ الشآميِّ مَجْلوبِ

وله

لو كنتُ أَعْلَمُ أنني ... أَلقى لبُعدكِ ما لقيتُ

لأَقَمْتُ عندكِ ما بقيتِ ... على الحياةِ وما بقيتُ

فلئن نَعِمْتُ بقرْبكمْ ... فبِنأْيِكُمْ عَنِّي شَقِيتُ

وله

إذا ساءَ خُلْقُ كَريمِ الرجالِ ... لضيقٍ من الحالِ أَو نكبةِ

فإني مليءٌ بصبرٍ جميلٍ ... يُحَسِّنُ في عُسْرَتي عِشْرَتي

وله في الهجو:

شاعرُنا ذو لحيةٍ ... قد عَرَضَتْ وانفَسَحَتْ

لحيةُ تيسٍ صَلُحَتْ ... لِفَقْحَةٍ قد سَلَحَتْ

وله

قد طوىَ بعدَ أَرْضِكم سُوقَ شوقٍ ... ظلَّ للقلبِ مُزْعِجاً مُسْتَحِثَّا

وَرَمَى بي فجاجَ كلِّ فلاةٍ ... جُبْتُ حَزْناً مِنْكُمْ إليه وَوَعْثَا

وله قصيدة يرثي بها بعض العلويين:

مَوْرِدُ الموتِ واضحُ المنهاجِ ... ليس حيٌّ من الحِمَامِ بناجِ

وسواءٌ لديه ثاوٍ بِقَفْرٍ ... أوْ بقصر مُشَيَّدِ الأَبراجِ

ومنها:

إنما هذه الحياةُ غُرورٌ ... كسرابٍ بدا لنا في فِجَاجِ

تُتْبِعُ الحلوَ مَن جَنَى عَيْشِها الحُلْوِ ... بِمُرٍ من الرزايا أُجَاج

نحنُ فيها كمثلِ ركبٍ أَناخوا ... ساعةً ثم أُرْهِقوا بانزعاج

وله يعتذر من الهجو:

أُحْوِجْتُ في رَقْمِ أَهاجيهمُ ... واللومُ مصروفٌ لمن هاجَهَا

لو لم يكنْ تقبيحُهُمْ زائداً ... لكنتُ قد عَفَّيْتُ منهاجَها

وله

إني وإِن كنتُ أَمْضَي ... من الظُّبَا والرِّماحِ

فالحبُّ أَنَفذُ منِّي ... يا صاحِ في الأرْواحِ

وله من قصيدة أولها:

الوَجْدُ للدنفِ المُعَنَّى فاضحُ ... ودليلُهُ بادٍ عليه وَوَاضِحُ

كيفَ السبيلُ له إلى كِتْمانِه ... والدمعُ والسَّقَمُ المُبَرِّحُ بارحُ

إن يُمْسِ قلبي وهو صبٌّ نازحٌ ... فلأنّ من يهواهُ عنهُ نازحُ

فجوارحي وجداً عليه جَرِيحةٌ ... وجوانحي شَوْقاً إليهِ جَوَانح

وله من قصيدة في مدح الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب أخي الملك الناصر يصف عصيان المعروف بالكنز:

فأيْنَ يَنْجُو هائبٌ هارِبٌ ... من نكبةٍ شنعاءَ ذاتِ اجتياحْ

أَنَّى وظهرُ الأرضِ مَعْ بطنها ... لناصرِ الإِسلامِ في بَطْنِ راحْ

وله من قصيدة:

وإذا انتَضَى سيفاً هناك فنصلُهُ ... في غِمْدِ ثَجَّاجٍ من الدم مُزْبِدِ

وكأنما هو مُغْمَدٌ في هامِهِمْ ... فلذاك يُلْفَى الدهرَ غيرَ مُجَرَّد

وله من قصيدة في ابن عين الزمان:

يزيدُ ضياءُ الحسنِ من أَلْمَعِيَّةٍ ... مصادِرُ ما تأتيه قبلَ الموارد

ومنها:

فإن ينقرضْ عيْنُ الزمانِ فإنه ... لإنسانِ تلك العينِ عينُ المُشاهدِ

وله من قصيدة:

كريمٌ عليمٌ فهو يَلْقَى مديحه ... ومادِحَهُ في الناس بالنَّقْدِ والنقدِ

ترى الخيرَ طبعاً في علاه عزيمةً ... فهل كان مَهْدِيًّا لذاك من المَهْدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015