وما كنت أَدري قبل سطوةِ طرفه ... بأَنَّ ضعيفاً فاتراً مِثْلَهُ يَسْطو
وهبْ أن بالقُرْطَيْنِ منه مُعَلَّقٌ ... لذنبِ الهوى قلبي فَلِمْ عُلِّقَ القُرْط
وأَهيفَ للإشفاقِ من ضعفِ خصره ... محلُّ نطاقٍ للقلوبِ به رَبْط
على قُرْبِه في الحالتين مُحَسَّدٌ ... من الثَّغْرِ والشَّعْرِ الأراكةُ والمشْط
بوجنتهِ نورُ المُدامةِ مُشْرِقٌ ... ومقلته نَشْوَى وفي فيه إسْفِنْطُ
تزينُ عِذارَيْهِ كتابةُ حُسْنِهِ ... ومِنْ خَالِهِ في وجنتيه لها نَقْط
فؤادكَ خالٍ يا خليلي فلا تَلُمْ ... فؤاداً سباه الخالُ والخدُّ والخَطُّ
يلازمُ قلبي في الهوى القبضُ مثلما ... يلازم كفَّ الناصرِ الملكِ البسطُ
مليكٌ حوى الملكَ العقيمَ بضبطه ... كريمٌ وما للمالِ في يده ضَبْطُ
ومولىً سريرُ الملكِ حفَّ بشخصه ... كما حفَّ بالإنسان من ناظرٍ وَسْط
مليكٌ لنجم النجح من أُفْقِ عِزِّهِ ... سَناً ولطيرِ السَّعْدِ في وكره قَمْط
إذا لُثِمَتْ أَيدي الملوك فعنده ... مدى الدهرِ إجلالاً له تُلْثَمُ البُسْط
لنوم الرعايا وادعين سهادُهُ ... إذا وَادِعُوا الأَملاك في نومهم غَطُّوا
أكفُّ ملوكِ العصر لا وَكْفَ عندها ... وكفُّ المليك الناصرِ البحرُ لا الوقْطُ
عطايا نقودٌ لا نَسَايَا فكلُّهَا ... تُعَجَّلُ لا وعدٌ هناك ولا قَسْطُ
أَغرُّ لكفِّ الكفرِ كفٌّ ببأْسِهِ ... كما لفقارِ الفَقْر من جُوده وَهْط
أَياديه غرٌّ وهي غيرَ مُغِبَّةٍ ... وإحسانه غَمْرٌ وليس له غَمْطُ
يحبُّ ضجيجَ الشاكرين إذا دَعَوْا ... ويهوى سؤَال المعتفين إذا أَطُّوا
ويَعْبَقُ عَرْفُ العُرْفِ والقِسْطِ عندهونَدُّ النَّدَى لا البانُ والرَّنْدُ والقُسْطُ
إلى طَوْلِهِ المعروف طُولُ يدِ الرجا ... وفي بحر جدواه لأمالنا غَطُّ
صنائِعُهُ رُبْطُ الكرامِ وإنها ... لوفد أَياديه المصانعُ والرُّبْط
يَمُرُّ ويحلو حالةَ السخط والرضا ... فنعمته دأْبٌ ونقمته فَرْط
من القوم تلقاهم عن النكر إن دُعُوا ... بطاءً وإن يُدْعَوْا إلى العُرْفِ لا يُبْطوا
همُ رَضَعُوا دَرَّ الحجى في مُهودِهِمْ ... أَمَاجدُ وانضمتْ على السؤددِ القُمْطُ
يصيبونَ فيما يقصدون فكم رَمَوْا ... بسهم الثراءِ المملقين فلم يُخْطوا
متى يَقْدِروا ويَعْفوا وإن يَعِدُوا يَفُواوإن يَبْذُلُوا يُغْنُوا وإن يَسْأَلُوا يُعْطُوا
يصيبُ الذي يصبو إلى قصدِ بابهم ... وفي غيرِ هذا القصدِ يُخْطِي الذي يَخْطُو
وما أَسْعَدَ المَلْكَ الذي نَحْوَ بابه ... مطايا بأبناءِ الرجاءِ غدت تَمْطو
وما روضةٌ غناءُ حُسْناً كأَنَّما ... لوارِفِها من نَسْجِ نُوَّارِها مِرْطُ
إِذا قادني للنرجس النضرِ ناظرٌ ... تلاه عذارٌ للبنفسج مُخْتَطٌّ
وللوردِ خدٌّ للحياءِ مُوَرَّدٌ ... ولِلبانِ قَدٌّ جيدُهُ أبداً يَعْطو
تلوحُ به الأشجارُ صَفَّاً كأَنَّها ... سطورُ كتابٍ والغديرُ لها كَشْط
تُغَنِّي على أَعوادها الوُرْقُ مِثْلَمَا ... يرتِّل للتوراةِ ألحانَها سِبْطُ
كأَنَّ سقيطَ الطلِّ عبرةُ مُغْرَمٍ ... وبارِقَهُ من نارِ لوعته سِقْطُ
ترى لِمُحَيَّا الشمسِ من هامرِ الحيا ... لثامَ حياءٍ دونه ليسَ يَنْحَطُّ
بأزكى وأذكى منك حُسْناً وإِنما ... بحسناكَ لا بالروضِ للعائذِ الغَبْط