ويعاطيني المُدَامَ وقد ... لانَ عند الوصل معْطَفُه

كاد يُرْديني تَشَدُّدُه ... ثم أحياني تَلَطُّفُهُ

ونجيٍ باتَ يُتْحِفني ... بشكاويه وأُتحِفُه

قال إنَّ الدهرَ ليس على ... وفقِ ما نهوى تَصَرُّفُهُ

وكسادُ الفضلِ في زمنٍ ... رائجٍ فيه مُزَيَّفُه

أَترى في الناس كلِّهِمُ ... من لمعروفٍ تَشَوُّفُهُ

قلتُ ما في الدهرِ غيرُ فتىً ... كلُّ ما قد فاتَ يُخْلِفُه

إنْ يَسُدْ في الدهرِ ذو كرمٍ ... فصلاحُ الدين يُوسُفُه

ومنها قصيدة مدحته بها في سنة اثنتين وسبعين بمصر وأنا في خدمته، أولها:

فديتكَ من ظالمٍ مُنْصِفِ ... وناهيكَ من باخلٍ مُسْعِفِ

بلقياكَ يُشْفَى سقامي الممضُّ ... ولكن بسفكِ دمي تَشْتَفي

وتُخْلِفُ وعدكَ لي بالوصالِ ... حنانيكَ من واعدٍ مُخْلِفِ

وتستحسنُ الغدر طبعاً ومَنْ ... وَفَى مِنْ ذوي الحسنِ حتى تَفِي!

أَمِثْلكَ كلُّ حبيبٍ جَفَا ... ومِثْلِيَ كلُّ حبيبٍ جُفِي

أيا لَيِّنَ العطفِ قاسي الفؤادِ ... بعيشك بالله لِنْ واعْطِفِ

فما ترك الوجدُ لي مُسْكَةً ... ولا مُنَّةً ليَ لَمْ تَضْعُفِ

تلافَ فصدُّكَ لي مُتْلِفٌ ... فُؤَادِي من الأَسفِ المتْلِفِ

وإن كنتَ لابدَّ لي قاتلاً ... بما صنعَ الوجدُ بي فاكتفِ

تناهيتَ في قَتْلَتِي عامداً ... فحيثُ انتهيتَ بقتلي قِفِ

ثناياكَ بُرْئِيَ في رَشْفِها ... وقد طالَ سُقْمي ولم أَرْشُفِ

أأنجو ومن قدِّك السمهريُّ ... لِجَيْنِي وفي جَفْنِكَ المَشْرَفي

أيا مُسْرفاً في عذابي اقتصدْ ... أُعيذكَ من شَطَطِ المُسْرِفِ

نُحُوليَ من خصركَ الناحلِ السَّقيم ... كعاشقِكَ المُدْنَفِ

ومن سُقْمِ لحظكَ ذاكَ المريضِ ... شفائي وأُشْفِي أَنا لو شُفِي

على خَطْفِ قلبي يحل الشباكَ ... عقدُ وشاحك في مُخْطَفِ

أنا المستهامُ بذاك القوامِ ... وذاك المُوَشَّحِ والمِعْطَفِ

وذاك المقبَّلِ والمبسمِ ... المفدَّى المفدَّمِ والقَرْقَفِ

بخدِّكَ من وَهَجٍ شُعْلَةٌ ... أَحاطتْ بقلبي فما تَنْطَفي

فإن تُخْفِ ألحاظُكَ القاتلاتُ ... دمي فبخديك ما يَخْتَفي

غدا عاذلي عاذراً مُذْ رَأَى ... عِذاركَ كالقمرِ الأَكلَفِ

وقال أَرَى خَدَّه مُرْهَفاً ... ولا عيبَ في خَصْرِه المُرْهَفِ

أَقاحٍ وآسٌ ووَردٌ لها ... اجتماعٌ على غُصُنٍ أَهْيَفِ

تَرَفَّقْ رفيقي فليتَ الذي ... يُعَنِّفُ في الحب لم يَعْنُفِ

غرامٌ عَرَا وزمانٌ عَدَا ... فهلْ ظالمٌ منهما مُنْصِفي

زمانٌ خلا من جميلٍ فليسَ ... لغير ذوي نَقْصِهِ يَصْطَفي

جَنَى ظُلْمَةَ الفضلِ حظي المنيرُ ... ولولا سنا الشمس لم تُكْسَف

ويا ليت دهري إذا لم يكن ... بسُؤْليَ يُسْعِفُ لم يَعْسُفِ

أَيبلغُ دهريَ قصدي وقد ... قصدت بِمصرَ ذُرَى يُوسُفِ

وهي قصيدة طويلة تبلغ مائة بيت، والموسومات بنعته كثيرة، فمنها قصيدة أولها:

لو أَن عُذْرِيَ لكَ يا لاحِ لاحْ ... ما كنتُ عن سكريَ يا صاحِ صاحْ

ومنها قصيدة في التهنئة، بكسر عسكر حلب والموصل، بتل السلطان يوم الخميس عاشر شوال سنة إحدى وسبعين، أولها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015