أَلاَ يا حَبَّذا بِالِجْزْ ... عِ ذاكَ الْبانُ وَالأَثْلُ

ومنها:

إذِ الأَبْكارُ لِلآْصا ... لِ في بَهْجَتِها تَتْلُو

وَأَنْفاسُ صَبا الأَسْح ... ارِ بِالصِّحَّةِ تَعْتَلُّ

هَديلُ الوُرْقِ في مُورِ ... قَةٍ أَفْنانُها هُدْلُ

وَأَكْنافُ الصِّبا خُضْرٌ ... وَأفْناءُ الْحِمى خُضْلُ

وَلِلَّذّاتِ أَبْوابٌ ... وَما مِنْ دُونِها قُفْلُ

تُرى يَرْجِعُ مِنْ طِيبِ ... زَماني ذلِكَ الفَصْلُ

تَغَرَّبْتُ فَلا دارٌ ... ولا جارٌ ولا أَهْلُ

أَخِلّايَ بِبَغدادَ ... وَهَلْ لي غَيْركمْ خِلُّ؟

سَقى مَغْناكُمُ دَمْعي ... إذا ما احْتَبَسَ الْوَبْلُ

عَذابي فيكُمُ عَذْبٌ ... وقَتْلي لَكُمُ حِلُّ

وَهذا الدَّمْعُ قَدْ أَعْرَ ... بَ عَنْ شَوْقَيِ فَاسْتَمَلُوا

وَهذا الدَّيْنُ قَدْ حَلَّ ... فَلِمْ ذا الوَعْدُ وَالمَطْلُ

أَعِيذُوني مِنَ الهَجْرِ ... فَهِجْرانُكُمُ قَتْلُ

هَبُوا لي لِقُيْةَ مِنْكُمْ ... فَبِالْأَرْواحِ ما تَغْلو

وإنْ شِئْتُمْ عَلى قَلْبي ... وَسُلْوانِكُمُ دُلُّوا

ومنها في مرثية نور الدين:

لِفَقْدِ الْمَلِكِ الْعادِ ... لِ يَبْكي الْمُلْكُ وَالْعَدْلُ

وَقدْ أَظْلَمتِ الآفا ... قُ لا شَمْسٌ وَلا ظِلٌّ

وَلمّا غابَ نُورُ الدّي ... نِ عَنّا أَظْلَمَ الْحَفْلُ

وَزالَ الْخَصْبُ وَالْخَيْرُ ... وَزادَ الشَّرُّ وَالْمَحْلُ

وَماتَ الْبَأْسُ وَالْجودُ ... وَعاشَ الْيَأْسُ وَالْبُخْلُ

وَعَزَّ النَّقْصُ لَمّا ها ... نِ أَهْلُ الْفَضْلِ وَالْفَضْلُ

وَهَلْ يَنْفُقُ ذُو الْعِلْمِ ... إذا ما نَفَقَ الْجَهْلُ

وَإنَّ الْجِدَّ لا يُسْمِ ... نُ حَتّى يُسْمِنَ الْهَزْلُ

وَمُذْ فارَقَ أَهْلَ الْخَي ... رِ ما ضُمَّ لَهُ شَمْلُ

وَكادَ الدّينُ يَنْحَطُّ ... وَكادَ الْكُفْرُ أَنْ يَعْلو

ومنها أصف تضعضع حالي بعده، وأذكر لفقده عدم سروري وفقده:

عَلَى قَلْبي مِنَ الأيّا ... مِ في خِفَّتِها ثِقْلُ

وَقَدْ حَطَّ عَلَى الْكُرْهِ ... مِنَ الْهَمِّ بِهِ رَحْلُ

وَمنْ صُلْتُ بِهِ في الدَّهْ ... رِ أَضْحى وَهْوَ لي صِلُّ

تَوَلّى دُونِيَ الدُّونُ ... وأَبْقى الْعِزَّ لي عَزْلُ

وَأَوْلى بي مِنَ الِحْلَي ... ةِ ما بَيْنَهُمُ الْعَطْلُ

وَماذا يَنْفَع الأَعْيُ ... نَ مِنْ بَعْدِ الْعَمى كُحْلُ

ثم أردت أن أستدرك، وأداري الملك، فقلت:

وَلوْلا الْمَلِكُ الصَّالِ ... حُ ما شَدُّو وَلا حَلُّوا

وَلَمّا أَنْ زَكا النَّجْرُ ... زَكا في الْكَرَمِ النَّجْلُ

وجاءَ الْفَرْعُ بِالْمَقْصو ... دِ لَمّا ذَهَبَ الأَصْلُ

وَجُودُ الْبَعْضِ كَالْكُلِّ ... إذا ما فُقِدَ الْكُلُّ

وَلَيْثُ الْغابِ إنْ غابَ ... حَمى مَوْضِعَهُ الشِّبْلُ

وَما كانَ لِنُورِ الدِّي ... نِ لَوْلا نَجْلُهُ مِثْلُ

تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ ... إذا ضاقَتْ بِيَ السُّبْلُ

وَعَلَّقْتُ بِحَبْلِ اللّ ... هِ كَفّي فَهُوَ الْحَبْلُ

ولي في مرثيته قصيدةٌ أخرى طويلةٌ تقارب مائةً وعشرة أبياتٍ أولها:

الدِّينُ في ظُلَمٍ لِغَيْبَةِ نُورِهِ ... وَالدَّهْرُ في غُمَمٍ لِفَقْدِ أَميرِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015