فقال الداعي: أنا أبو عبد الله، أما ابن سلمان فهو ابن عمي، ولكن تسأل أنت عنها. ثم أمر له بألف دينار في الحال.
قال وبلغني أن أصحاب ابن مهدي ذبحوه في حصن المجمعة من مخلاف جعفر.
ومنهم:
قال:
داعيكمُ في المَكْرُمات يُجابُ ... وإِليكمُ القَفْرُ القَواءُ يُجابُ
أَنْتم لكلِّ فضيلة وصَنيعةٍ ... رُبَّتْ بأَعناق الورى أَربابُ
ما دونُ نائلكم مِطال يُتَّقى ... أَبداً ولا دون الوُجوه حِجابُ
آلَ الزُّرَيْع زرعتمُ العِزَّ الذي ... جادَتْهُ منكم للسَّماح سَحابُ
لسنا نُبالي بعد طِيب أُصولكم ... وفروعكم خَبُثَ الوَرى أَم طابوا
ومنهم:
منسوب إلى أعمال ريمة. له:
لبس البهاءَ بِعسيك الإِسلامُ ... وتجمّلتُ بفَعالك الأَيامُ
فُتَّ الملوكَ فضائلاً وفواضلاً ... وعزائماً عَزَّتْ فليس تُرامُ
خطبوا العَلاء وقد بَذَلَت صَداقَها ... فنِكاحُها، إِلاّ عليك، حرامُ
ولي الحكم بمدينة عدن فمن شعره قوله في الحداثة:
عاطٍ النديمَ زُجاجةً بيضاءَ ... ودَعِ العَذولَ وأَلْغِه إِلغاءَ
بِكْرٌ وقد نُكِحتْ بفضّ خِتامها ... أَعْجِبْ بها منكوحةً عذراءَ
عيسى المسيحُ أحلَّها ومحّمدٌ ... يَأْبى أَأَحسنَ ذا وذاك أَساءَا
وله:
أَصبحتُ لا أَرهَبُ الأَيامَ والنُّوبَا ... لأَنَّني جارُ مَنصورٍ وجارُ سبا
فإِن سطوتُ عَلَى الأَيام مقتدِراً ... أَو ارتقيْتُ إِلى الشِّعْرى فلا عجبا
فقل لِمَنْ رام كَيْدي أَوْ مُعانَدتي ... أَقْصِر، ففي تعبٍ مَن عاند الشُّهُبا
من شعراء تهامة، شاعر علي بن مهدي الخارج بزبيد وأولاده من بعده، وصفه عمارة بمتانة الكلام، وقوة النظام، قال وهو الذي يقول على لسان ابن مهدي:
أَبْلِغْ قُرى تَعْكُرٍ ولا جَرَما ... أَنَّ الذي تكرهون قد دَهَمِا
وهذه القصيدة تنسب إلى ابن مهدي وقد أوردتها في شعره.
وله على لسان ابن مهدي أيضاً:
ما بال خَوْلان لا تُوفي بما تَعِدُ ... يدنو أَبو حسنٍ منها وتَبتعدُ
وما لِجَنْبٍ وسِنْحان وأُختِهما ... هَمْدان، تلك الأَعاريب التي حشدوا
وله هذه القصيدة التي أوردنا من قبل للأديب أبي بكر العيدي على وزنها:
العِزُّ في صَهَوات خيل الأَجْبهِ ... وطرادِها من مَهْمَهٍ في مَهْمَهِ
مِنْ كلِّ صَهْصَلِقِ الوغى مَتَوَقِّدٍ ... وتراه عند قِيادِه كالأَبلهِ
مُتَنَزِّهٍ ماضٍ على عِلاّته ... يعدو بِشِكَّةِ فارسٍ مُتَنَزَّهِ
وبَياهِس تحت العَجاجِ فُوَيْقَها ... شُعْثُ الرؤوسِ مُكَلَّمات الأَوْجِه
أُسْدٌ إِذا ما أَبصرتُ أُسدَ الشَّرى ... ورأَت حِياضَ الموتِ لم تَتَجَهْجَهِ
آجامُها زَرَدُ الدِّلاص كأَنهُ ... بالصُبْح رقراقُ السحاب الأَمْرَه
تعدو أَما مُتوَّجٍ مُتَبَلِّجٍ ... مُتَيقِّظٍ مُتوقّد مُتنبّه
مُتفقِّهٍ في الدين لكنْ لم يكن ... مِنْ عند غيرِ الله بالمتفقّه
مَلِكٌ إِذا اشتبه الملوكُ فما له ... في مُلكه وصَلاحه من مُشْبَه
جَبّاهُ حقٍ من بني هودٍ متى ... تسأَلْه يَصْدَع بالبيان ويَجْبَهِ
ومنزِّهُ الدين الحنيفيِّ الذي ... لولا الإِمامُ القطبُ لم يَتنزّهِ
بصوارمٍ ولَهاذم وضراغمٍ ... وملاحمٍ بلغتْ به ما يشتهي
ومقانبٍ وكتائب كالعارض ال ... متراكم المُتأَلَّق المُتَقَهْقِهِ
هلاّ سأَلت الأَعجمْين كليهما ... من آل حامَ به وآل مُنَبِّهِ