كهل في زبيد، كان يكتب لعبد النبي بن علي بن مهدي، فلما ملك الملك المعظم زبيد، وذهب زبد بني مهدي جفاء، سام ابن المسبح أن يخدمه فلم يفعل، ولزم العظمة وفاء واستغناء، وهو شاعر مترسل عارف.
ومنهم:
ذكروا أنه شيخ أعمى في أعمال زبيد.
ومنهم:
شاب ذكي من تناء زبيد.
قال عمارة: اجتمعت به في زبيد وفي الكدراء عند القائد إسحاق بن مرزوق، وهو القائل:
أَنالَتْكَ أَيامُ الزمان المَطالِبا ... وأَعْلَتك أَبراجُ النجومِ الكواكبا
وصاغت لك الأفلاكُ في دَورانها ... لُباناتِ مَجْدودٍ وساقَت مآربا
فكن واهباً لِلنَّيِّريْنِ رِدافةً ... وَدَعْ عنك أَملاك البريّة جانبا
ووصفه بالرياسة والحسب في نفسه وقومه وبلاده، وملوك بني مهدي تجله وتعظم صلته إذا وفد عليها.
ومنهم:
قال وأظنه الأهنوي. له:
سيُكشَف بعد عَشْر سنينَ تمضي ... غِطاء الغيب عن أَمرٍ جديدِ
وسوف يَقُودها شُعْثَ النَّواصي ... طهارتُها التيمُّمُ بالصّعيدِ
أَبت ظِلَّ المَعاقِل فاستعاضت ... به ظِلَّ القَساطل والبُنودِ
إِذا خرجتْ من الغَمَرات قالتْ ... لها فُرسانُها الأَبطالُ عودي
تَزورُ على القطيعة مَنْ جَفاها ... وتُفني كلَّ جبارٍ عنيدِ
ومنهم:
له:
أَحمائمَ الأَثَلاتِ من وادي الحِمى ... أَنتُنّ هَيَّجْتُنَّ صَبّاً مُغْرَما
ما لي الغَداةَ وما لَكُنَّ ولِلْبكا ... جَزَعاً ولكنْ لا أَرى دمعاً همي
إِن الحَمام إِذا تغنّى شاقني ... ويزيدني شوقاً إِلى ذاتِ اللَّمى
ومنهم:
صاحب صنعاء، ذكر أنه كان القاضي الرشيد بن الزبير، وهو من فضلاء صعيد مصر من معاصرينا، قد جاوره بصنعاء، وعاين منه السؤدد والعلاء، وكان يصف فضائله وفواضله، ورياسته، وكياسته، وزعامته، وشهامته، وصرامته، ومن شعره قوله:
تركتُ أُناساً في غَضارة عَيْشِهم ... وأَمَّنْتُهم من طارِق الحَدَثان
وكنتُ لهم حِصناً حصيناً وموئلاً ... وأَصْلَتُّ سيفي دونَهم ولِساني
وعلَّمتهم رَمْيَ العدوّ فكُلُّهمْ ... تَعمَّدني دون العِدى فرماني
قال بنو يحيى بصنعاء، وإن شهروا باسم القضاء، فعنهم تنفذ الأوامر بالإمضاء، وعزهم يظل من حر الرمضاء. قال وليس في أهل الجبال المعاصرين أشعر من هذا يحيى بن أحمد، وأورد من شعره قوله من مطلع قصيدة في الداعي محمد بن سبأ وقد عزم على الخروج إلى ذي جبلة ليملك بلاد المنصور بن المفضل:
النصر من قُرناءِ عَزْمِك فاعزِمِ ... والدَّهرُ من أُسراءِ حُكْمك فاحْكُمِ
وله على لسان الداعي محمد بن سبأك
أَدركتُ أَوْتاري من الأَعداءِ ... ومَلكتُ من عَدَنٍ إِلى صَنْعاءِ
وبلغتُ بالجُرْدِ العِتاق وبالقَنا ... ما شئتُ من شَرفٍ ومن عَلْياءٍ
ومنها يذكر مواطأة المنصور بن المفضل أهل تهامة وهم الحبشة على تركه وغزو بلاده ويذكر ما جرى على بني وائل من أهل وحاظة:
وهُم بأَهلِ تِهامة أَغْرَوْهُمُ ... جَهْلاً بِحَرْبي أَيَّما إِغراءِ
وهمُ بأَهلِ أحاظةٍ فتكواوهُمْ ... دون البريّة كلّها لُزَمائي
أَخذوا معاقِلَهم وهُنَّ معاقلي ... وسبَوْا نساءَهُمُ وهُنَّ نِسائي
قال ووهب الداعي محمد بن سبأ لابن سلمان، وهو من قومه، ألف دينار فارتجل ابن أبي يحيى هذا في ذلك المجلس مخاطباً للداعي:
لا فخرَ إِلاّ إِذا أَقبلت مُسْتَلِماً ... كفَّ المَكين ظهيرِ الدين مَوْلانا
هي التي تَهَبُ الآلافَ وافيةً ... إِنْ كنتَ غِرّاً فَسَلْ عنها ابن سَلْمانا