دُعاء الخَلْق للسّلطان فرضٌ ... لأَن الشَّرْع ماءٌ وهو نون

كأَنّ ركابه الأَفلاك تجري ... ومِنْ حركاتها حَصَل السّكون

ومنها:

خَلَتْ أَرض العِراق فلا هِجانٌ ... يَرُوق له الثَّناء ولا هَجين

وَجَفّ النّاسُ حتى لو بَكَيْنا ... تعذّر ما تُبَلُّ به الجفون

فما يَنْدى لممدوح بَنان ... ولا يندى لمَهْجُوٍّ جبين

ولو أَطلقْتَني لهَربتُ مِنها ... أسيراً من جَوامِعه الدّيُون

ومنها:

فلا تُغْفِل ملاحظتي، فجاهي ... بما اكْتسبته آمالي رَهين

وظنّي كان ضامنَ ما أُرجّي ... فإِنْ أَخّرْته أُخِذَ الضمين

وله من قصيدة في الشيب في مدح القاضي ابن الخطيبي وأحسن في تشبيهه بالغبار:

مَسَحَتْ عارضي وما ذاك إِلاّ ... أَنها ظنَّتِ القَتير غُبارا

وأنا شبهته بالغبار في موضع آخر، وأظن أني ابتكرت المعنى، وهو من قصيدة طويلة:

وما مشيب المَرءِ إِلا غُبْرَةٌ ... تعلقت من ركض عُمْرٍ قد غَبَر

وذكرت المعنى في كلمة أخرى طويلة منها:

ليْلُ الشّبابِ تَوَلّى ... والشّيْبُ صبحٌ تأَلّقْ

ما الشَّيْب إِلاّ غُبارٌ ... من رَكْض عمري تَعَلَّقْ

ما الشَّيْبُ إِلاّ غُبارٌ ... من رَكْضِ عمري تَعَلَّقْ

ركبتُ لمّا تكهَّلْتُ بعدَ أَدهَمَ أَبْلَق

وضاع مفتاحُ وصل الحسان فالبابُ مُغْلَق

ولا حِزامي وثيق ... ولا عِنانيَ مُطْلق

وشبّهت الشيب بتتريب الكتاب مبتكراً المعنى في قولي من كلمة طويلة:

أَصُدوداً ولم يَصِدُّ التَّصابي ... ونِفاراً ولم يَرُعْك المشيب

وكتابُ الشّبابِ لم يَطْوِه الشيْبُ ولا مَسّ نَقْشَه التَتْريبُ

رجعنا إلى الغزي ومن قصيدة الغزي:

يا شُموس الحِجالِ كان الشّبابُ الجَوْن ليْلاً يستصحب الأقمارا

طَلَع الفجر فاطّلعن علينا ... إِنّما تَطْلُع الشموس نهارا

ومنها:

وسهَوْنا عن قَصٍّ أَجنحة العمر بما يُصْلِحُ المَعادَ فطارا

ومنها في المدح:

وَغَدا يُعتِق العبيد زماناً ... ثم أمسى يستعبد الأحرارا

ومنها:

يُفْحِم النّاطقين بالحرف، والكو ... كبُ مهما تَبَلَّجَ الصُّبْحُ غارا

ومتى حَلَّ مُشْكِلاتِ الخَفايا ... حلّ عن جيد فهمك الأَزرارا

ومنها في القلم:

وله المزبر الذي ينظِمُ الأَحْرُف زَغْفاً، يثني بها الأَقدارا

قلمٌ خِلْته لكثرة ما يأ ... سو كُلومَ الورى به مِسْبارا

لو كتبنا إِليه عُونَ المعاني ... أصبحت في مديحه أَبكارا

ومنها:

دُمْتَ في وجنة الرياسة توريداً وفي ناظر العُلوم احوِرارا

وإِذا كان دونَك اللهُ دِرعاً ... جَعَلَ الأَيديَ الطِوال قِصارا

ومنها:

ليس هذا بِمدْحَةٍ إِنَّما نكتُب أَمثال ذا إِليه اعتذارا

وله من قصيدة في ظهير الدين ابن الفقيه صاحب المخزن بعد خلاصه من حبس السلطان محمد بن ملكشاه:

كم ذا التَّجانُف، والصُّدود فِراقُ ... أَأَمِنْت أَنْ تَتَذَمَّمَ العُشاقُ

أَطلقْتَهم باليأْس من صَفَدِ المُنى ... يأْسُ المُقَيَّدِ بالمُنى إِطْلاق

للحُسن أَمواهٌ تروق بروضةٍ ... وعلى مواردها الدّماء تُراق

سَكْرى الفِراق وإِن صَحَوْا مَرْضى الهوى ... والحبُّ ما لمريضه إِفراق

نطقوا بأَعينهم وأَفصحُ صامتٍ ... دمعٌ يفُضُّ ختامَه الأَشواق

ومنها:

ما كان صفو العيش إِلا مَنْصِباً ... لمُخالف الأَيام فيه وفاقُ

فعُزِلْتُ عنه، وللرجال بعزلها ... مثلُ الغواني، عِدّةٌ وطلاق

أَنفقتُ من كيس الشباب على الهوى ... يبقى الغِنى ما أَمكن الإنفاق

ومنها:

صبراً فإِن الصبر فيه مشقةٌ ... فيها لِمعراج المُراد بُراقُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015