إِن كان من أَهل الزمان، وجُلُّهُمْ ... للذَّمِّ، وهو يُخَصَّ بالإِجمادِ

فمن الحدائد، وهي أَصلٌ واحدٌ، ... سيفُ الكَمِيّ ومِبْضَع الفَصّاد

يا واحداً في أُمةٍ قد ساسها ... أُممُ الأَنام تُساس بالآحاد

ومنها في الشعر والشعراء:

أَما القصيدةُ فهي عِلْقٌ بِعْتُه ... في يومِ مَسْغَبَةٍ وسُوقِ كَساد

ما كثرةُ الشعراءِ إِلا عِلَّةٌ ... مُشْتقّةٌ من قِلّة النّقادِ

كُلٌّ يُهدِّد بالقريض وسيفِه ... والنَّصْلُ نَصْلي والنِّجاد نجادي

فلكُ البلاغة والفصاحة خاطري ... أَهدى لمجدِكَ كلَّ نجمٍ هادِ

ومنها في الشعر:

إِني سُئلتُ عن المكارم والعُلى ... فأَجبتُ بالإِنشاء والإِنشاد

نِعم الجوابُ لسائلٍ، جوّابةٌ ... كالرّيح في الإغْوار والإِنْجاد

تَصْطادُ من صاد الأُسود وتمسح الدنيا وتَنْقَع من غليل الصادي

وله من قصيدة في الوزير أبي المعالي ابن المطلب:

تَجودُ الأَخيليَّةُ بالخيال ... وعِقْد الجوّ مُنْتَطِم اللآلي

فيطرقنا فريداً من فريد ... وكم من عاطلٍ في حُسْنِ حال

إِذا عِفْتَ الحليّ وخِفْتَ جِرْساً ... فكيف أَمِنْتََ رائحة الغوالي

أَلم تعلم بأَنّ الريح إِلبٌ ... على سِرّ المَلاب بكلّ حال

فَمُرْ مهما سريتَ اللُّوحَ يعقِدْ ... بأَزْرارِ الجَنوب عُرى الشّمال

ومنها:

عجبتُ لحبِّ أَفئدةٍ مصونٍ ... نُبدّده لنَمْل هوىً مُذال

ومنها وقد أبدع في هذا المعنى:

تبدّلني النوى لوناً بلونٍ ... فيُظْلِم خاطري بسَنا قَذالي

كذاك المسك أَحمرَ كان قِدْماً ... ولكن سوّدته نَوى الغَزال

وما خُلِق الفَراشُ وطار إِلاّ ... ليعلم كيف يَهْوى النارَ صالِ

ومنها:

أَمٍنْتُ حوادث الأَيّام لمّا ... غسَلت يَديَّ من جاهٍ ومال

ملِلْتُ العيش حتّى كدتُ أَشكو ... جِنايات المَلال إِلى الملال

وما اعتاص المَرام عليّ إِلاّ ... وجدت التَرْك يُرْخِص كلَّ غال

تَحُلّ بي النوائب ثم تمضي ... وما نحتت خِلالاً من خِلالي

وأَحملها كَحَمْل بَنانٍ كَفّي ... أُلوفاً في الحِساب ولا أُبالي

وله من قصيدة في مدح الوزير أحمد ابن نظام الملك ويصف فتح البلاد المزيدية وقتل صدقة بن منصور:

جَلا لكَ وَجْهَهُ الفتحُ المبينُ ... وَمَدّ بضَبْعِك السَبَبُ المتين

وكان الخطب في التقدير صعباً ... فهانَ، وأَيّ صعبٍ لا يهُون

ومنها:

إِذا استغنيتَ عن جَدٍ بِجَدٍّ ... فكلُ يدٍ تصول بها يَمين

صَوابُ الحال مَبْدا الأمرِ يَخْفى ... ولكنْ عند مَقْطَعه يَبينُ

وقد تَدْنُو المَقاصد والمَباغي ... فتَعْتَرِض الحوادثُ والمنون

وما اللَّجِب اللُّهام بذي امتناعٍ ... غداة يقوده الضَرَعُ المَهِين

ومنها في الأمير صدقة:

أَقام بأَرضِ بابلَ مُسْتَبِدّاً ... يُراسِلُه الإِمام فما يَدين

ويُوسِعُه غياث الدّين حلماً ... وغَيْرُ مُثَقَّفٍ ما لا يلين

يَتيهُ بِثرْوَةٍ وطنين صِيتٍ ... وأَجنحةُ البَعوض لها طنين

ولمّا لم تَعِظْهُ من اللَّيالي ... قرائنُ، بعد ما خَلَتِ القُرون

سَرى ورَمى الفُراتَ وراءَ ظهرٍ ... فُنوناً جمة كان الجُنون

فأَقبل وهو لاسم أَبيه ضِدّ ... وأَدبر والبَوار له قرين

حمى اللَّيْثُ العرينَ، وآلُ عوفٍ ... ليوثٌ كان يَحْميها العرين

فلمّا أَصحروا صاروا نِقاداً ... ومن شَرّ الحَماسة ما يخون

في الفرار:

كأَنَّ الأَعوجيَّة يوم فَرّوا ... مُقَيَّدةُ القوائِم أَو صُفون

ومنها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015