زَاد فِيمَا يُوزن بِالْمَوَازِينِ، تَقول الشَّجَرَة لجارتها: ابعدي عني ظلك أحمل حملي وحملك، من جمع بَين الزَّرْع جمع طرفِي النَّفْع، وَأنْشد: خضرَة الصَّيف من بَيَاض الشتَاء ... وابتسام الثرى بكاء السَّمَاء
تمالح شطرنجيان فَقدمت غضارة فِيهَا قطع لحم، فَتَنَاول أَحدهمَا إِحْدَاهَا، فَوَجَدَهَا مُشْتَمِلَة على عظم، فَتَركهَا وَمد يَده إِلَى الْأُخْرَى، فَقبض الْأُخَر على يَده وَقَالَ: العب بيمينك. وَنظر بَعضهم إِلَى خسيس قصير، فَقَالَ: هُوَ بيدق الشطرنج فِي الْقَامَة وَالْقيمَة. وَقيل لبَعْضهِم: أتلاعب فلَانا الشطرنج؟ قَالَ: نعم! وأطرح لَهُ رخا من عقل. وَمن أمثالهم فِي الصَّغِير يتكبر: تفرزن البيدق. وَمن أمثالهم: زَاد فِي الشطرنج بغلة. وَمن أشعارهم: يجول فِي الأَرْض وأقطارها ... كَمَا يجول الرخ فِي الرقعة وَمِنْهَا: مَشوا إِلَى الراج مشي الرخ وَانْصَرفُوا ... والراح تمشي بهم مشي الفرازين
فصل لِذَوي صناعات شَتَّى
قَالَ جحظة الْبَرْمَكِي أضافنا فلَان الْقطَّان، فَقدم إِلَيْنَا جدياً سمينا، فَلَمَّا كشف عَن جنبه قَالَ: كَأَنَّمَا أخرج من دكان نداف. وَنظر نداف إِلَى غيم متقطع فِي السَّمَاء فَقَالَ: كَأَنَّهُ قطن يندف فِي ديباج أَزْرَق. وَسَأَلَ المعتصم جَعْفَر الْخياط عَن حَرْب شَهِدَهَا أَيَّام الخرمية فَقَالَ: لَقِينَاهُمْ فِي