قَالَ تَمِيم لِسَلَامَةِ بن جندل إمدحنا بشعرك، قَالَ: افعلوا حَتَّى أَقُول، فَإِن اللهى تفتق اللهى. وَسمع الفرزدق رجلا ينشد قصيدة لجرير فِي هجاء الفرزدق، فَقَالَ لَهُ: يَا أجرأ من خاصي الْأسد {لست تعرفنِي حِين تنشد هجائي؟ قَالَ: يَا أَبَا فراس} أَنا راوية، قَالَ: أما علمت أَن الراوية أحد الشاعرين؟ وَنظر مَرْوَان بن أبي حَفْصَة: إِلَى ابْنه أبي الْجنُوب وَهُوَ يُصَلِّي صَلَاة خَفِيفَة، فَقَالَ لَهُ: يَا بني صَلَاتك رجز. وَلما بلغ أَحْمد بن هِشَام قَول إِسْحَاق الْموصِلِي: وصافية تعشى الْعُيُون رقيقَة ... سليلة عَام فِي الدنان وعام أدرنا بهَا الكأس الروية بَيْننَا ... من اللَّيْل حَتَّى انجاب كل ظلام فَمَا ذَر قرن الشَّمْس حَتَّى كأننا ... من العي نحكي أَحْمد بن هِشَام قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّد! لما هجوتني؟ قَالَ: لِأَنَّك قعدت على طَرِيق القافية. ومدح أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ رجلا شريفا من قوم أَشْرَاف هُوَ أَشْرَفهم، فَقَالَ: هُوَ بَيت القصيدة وواسطة القلادة. وَقَالَ الخليع الشَّامي: أعطاء الشُّعَرَاء من فروض الْأُمَرَاء. وَقَالَ آخر: إِعْطَاء الشُّعَرَاء من بر الْوَالِدين. وَقيل: رب بَيت شعر خير من بَيت شعر. قَالَ الْمُؤلف: من جلب در الْكَلَام، حلب در الْكِرَام. وَقَالَ خلف الْأَحْمَر: الشّعْر ديوَان الْعَرَب، وَالشعرَاء أَلْسِنَة الزَّمَان، والمدح مهزة الْكِرَام. وَقَالَ الحطيئة: ويل للشعر من رُوَاة السوء. وَقَالَ دعبل: سأقضي بِبَيْت يحمد النَّاس أمره ... وَيكثر من أهل الرِّوَايَة حامله يَمُوت ردي الشّعْر من قبل أَهله ... وجيده يبْقى، وَإِن مَاتَ قَائِله