إِن دَامَ هَذَا وَلم يحدث لَهُ غير ... لم يبك ميت وَلم يفرح بمولود وَقَالَ ابْن مُحدث لِأَبِيهِ: يَا أَبَت {أَخْبرنِي فلَان عَن فلَان أَنه يبغضني، فَقَالَ: يَا بني} فَأَنت بغيض باسناد.
قَالَ بَعضهم: من كَلَام لَهُ: إِذا جَاءَ النَّص بَطل الْقيَاس وعشق بَعضهم غُلَاما وَقَبله فآذاه، فَلَمَّا أضجره قَالَ لَهُ الْغُلَام: وَيحك! مَا تُرِيدُ مني، قَالَ: مَا لَا يجب عَليّ فِيهِ حد، وَلَا عَلَيْك غسل. وَفِي هَذَا الْمَعْنى يَقُول أحدهم: فديتك قد فضحت الْورْد خدا ... وَقد أَتعبت خوط البان قدا فَمَاذَا كَانَ لَو داويت مني ... عليلا هده الهجران هدا يلم بقبلة وَقَلِيل وصل ... يصد بِهِ عَن الْمَحْظُور صدا فَلَيْسَ بملزم إياك غسلا ... وَلَيْسَ بملزم إيَّايَ حدا وَقَالَ أَبُو سعيد بن دوست أَيْضا: مولَايَ إِن غبت فَلَا تستمع ... فِي مقَال الْغَائِب العائب وَقل على مَذْهَب أَصْحَابنَا ... لَا ينفذ الحكم على الْغَائِب وَقَالَ بَعضهم: أَقُول وَالْقلب مني فِي تلهبه ... يَا بدر يَا غَائِبا فِي أفق مغربه نذرت لله صوما إِن رجعت وَمَا ... كَفَّارَة النّذر إِلَّا فِي الْوَفَاء بِهِ