كان يودّ هو أن تقوله في محمد وأصحابه؟ ولكن هبه رجع إلى محمد فهزمه المسلمون، إذا ليكون ذلك القضاء الأخير على قريش قضاء لا تقوم لها من بعده قائمة أبدا. فلجأ إلى الحيلة، فبعث مع ركب من عبد القيس يقصدون المدينة أن يبلغوا محمدا أنه قد أجمع السير إليه وإلى أصحابه ليستأصل بقيّتهم. فلمّا أبلغ الركب الرسالة إلى محمد بحمراء الأسد لم يتضعضع عزمه ولم تهن قوّته، بل ظلّ في مكانه يوقد النار طيلة الليل ثلاثة أيام متتابعة، ليدلّ قريشا على أنه على عزمه وأنه منتظر رجعتهم. وأخيرا تزعزعت (?) همّة أبي سفيان وقريش، وآثروا أن يبقوا على نصرهم بأحد وعادوا أدراجهم ميممين مكة. ورجع محمد إلى المدينة وقد استردّ كثيرا من مكانة تزعزعت على أثر أحد، وإن كان المنافقون قد بدؤا يرفعون رؤسهم ضاحكين من المسلمين يسألونهم:
إذا كانت بدر آية من الله برسالة محمد فماذا عسى أن تكون آية أحد وماذا تكون دلالتها؟!