حياه الصحابه (صفحة 234)

على من ناوأه؛ فاختر إن شئت الجِزْية وأنت صاغر، وإِن شئت فالسيف، أو تسلم فتنجي نفسك.

فقال يزدجرد: أتستقبلني بمثل هذا؟ فقال: ما استقبلت إلا من كلمني، ولو كملني غيرك لم أستقبلك به. فقال: لولا أن الرسل لا تُقتل لقتلتكم لا شيء لكم عندي، وقال: إئتوني بوِقْر من تراب فاحملوه على أشرف هؤلاء، ثم سوقوه حتى يخرج من أبيات المدائن. إرجعوا إلى صاحبكم فأعلموه أنِّي مرسل إِليه رستم حتى يدفنه وجنده في خندق القادسية وينِّكل به وبكم من بعد، ثم أورده بلادكم حتى أشغلكم في أنفسكم بأشدّ مما نالكم من سابور.

ثم قال: ن أشرفكم؟ فسكت القوم، فقال: عاصم بن عمرو رضي الله عنه: وافتات ليأخذ التراب، أنا أشرفهم، أنا سيد هؤلاء فحمِّلْنيه. فقال: أكذلك؟ قالوا: نعم. فحمله على عنقه فخرج به من الإِيوان والدار حتى أتى راحلته فحمله عليها، ثم انجذب في السير ليأتوا به سعداً وسبقهم عاصم فمرَّ بباب قُدَيْس فطواه، وقال: بشِّروا الأمر بالظَّفَر، ظفرنا إن شاء الله تعالى. ثم مضى حتى جعل التراب في الحَجَر، ثم رجع فدخل على سعد رضي الله عنه فأخبره الخبر. فقال: أبشروا فقد - والله - أعطانا الله أقاليد مُلْكِهم؛ وتفاءلوا بذلك أخذ بلادهم. انتهى. وأخرجه ابن جرير، الطبري عن شيب عن سيف عن عمرو عن الشَّعْبي بمثله.

دعوة عبد الله بن المُعْتَم لبني تغلب وغيرهم يوم تكريت

وأخرج ابن جرير أيضاً من طريق سَيْف عن محمد، وطلحة وغيرهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015