أنا متُّ فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فسنُّوا عليَّ التراب سناً، فإذا فرغتم من قبري فأمكثوا عند قبري قد ما ينحر جزور ويُقسم لحمها؛ فإني أسأنس بكم حتى أعلم ماذا أراجع به رسل ربي. وأخرجه مسلم بسند ابن سعد بسياقه نحوه.
وأخرجه أحمد عبد الرحمن بن شماسة قال: لما حضرت عمرو بن العاص الوفاةُ، بكى فقال له ابنه عبد الله: لم تبكي؟ أجزعاً على الموت؟ فقال: لا والله، ولكن مما بعد الموت فقال له: قد كنت على خير، فجعل يذكِّره صحبة رسول الله وفتوحه الشام، فقال عمرو: تركتَ أفضل من ذلك كله: شهادة أن لا إله إلاَّ الله، فذكره مختصراً وزاد في آخره: فإذا متّ فلا تبكينَّ عليَّ باكية، ولا يتبعني مادح ولا نار، وشدّوا عليّ إزاري، فإني مخاصم، وشنّوا عليص التراب شنّاً؛ فإن جنبي الأيمن ليس أحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلنَّ في قبري خشبة ولا حجراً. كذا في البداية وقال: وقد روى مسلم هذا الحديث في صحيحه وفيه زيادات على هذا السياق أي سياق أحمد، وفي رواية: أنه بعد هذا حوّل وجهه إلى الجدار وجعل يقول: اللهمَّ أمرتنا فعصينا، ونهيتنا فما انتهينا، ولا يسعنا إلاَّ عفوك. وفي رواية: أنه وضع يده على موضع الغُل من عنقه ورفع رأسه إلى السماء وقال: اللهمَّ لا قويُّ فأنتصر، ولا بريءٌ فأعتذر، ولا مستنكرٌ بل مستغفر، لا إله إلاَّ أنت، فلم يزل يردِّدها حتى مات رضي الله عنه. انتهى، وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما - فذكر الحديث فيما أوصاه عمرو وفي آخره: ثم قال: اللهمَّ إنك أمرتنا فركبنا،