خامسا: اعتماد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الكتاب والسنة:
من أهم الأسس التي قامت عليها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- اعتمادها على كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم. الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يأت بمذهب جديد وإنما سعى لرد الناس إلى الشريعة الإسلامية من مصدريها الأساسيين القرآن الكريم والسنة المطهرة.
والقرآن هو كلام الله أنزله على محمد صلّى الله عليه وسلّم وهو أساس الدين ومصدر التشريع، وحجة الله البالغة في كل عصر ومصر بلغه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأمته امتثالا لأمر ربه. وتلقاه الصحابة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تلاوة وحفظاً ودراسة لمعانيه، وعملا بما فيه، واستمر حفظ المسلمين للقرآن في كل عصر وتوارثت الأمة نقله بالكتابة على مر الدهور جيلا بعد جيل، من غير تحريف أو تبديل. وذلك مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] .
وقد اشتمل القرآن الكريم على أصول الشريعة وقواعدها في الحلال والحرام.
والسنة: هي المصدر الثاني في التشريع الإسلامي وقد بين الإمام الشافعي- رحمه الله- في الرسالة أنه لن تنْزل بأحد من أهل الدين نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها.