السرعة، والمخترعات قربت المسافات، وزاد اتصال الناس بعضهم ببعض، وشاهد الناس ما كان يصعب عليهم فيما مضى مشاهدته، واطلعوا بأنفسهم على ما كان ينقل إليهم فيما سبق محورا ومزيفا ولمسوا بجوارحهم، وبعين المشاهدة ما كان يدلس ويلبس عليهم في غابر الزمان.. ووضح الحق وجلت الحقيقة لكل ذي بصر وبصيرة ... وعرف الناس أن الوهابية لا تعني سوى طائفة من أهل السنة متمسكين بعقيدة السلف، يذودون عنها ما وسعهم الجهد، يطبقون الشريعة الإسلامية، ويتخذون الكتاب والسنة دستورا لدولتهم الإسلامية، واعتز حاكمهم وصاحب الأمر منهم، بإطلاق لقب "خادم الحرمين الشريفين" عليه، تشرفا واعتزازا بارتداء ثوب خدمتها، وما أحلاه من ثوب.. ثم ما تحقق من خدمات الحرمين الشريفين، وللأماكن المقدسة بصفة عامة، وما قدم ويقدم لخدمة ضيوف الرحمن، مما لم يشهد له التاريخ الإسلامي مثيلا أو نظيرا، وأصبح الحديثِ به يجري على كل لسان.
هذه الأعمال وغيرها كثير، قدمت خدمة للإسلام والمسلمين، في شتى بقاع الأرض، وفى سبيل خدمة العقيدة السلفية والإسلام بصفة عامة، قام ويقوم بها من أطلق عليهم فيما مضى وهابيون، أطلقها عليهم خصومهم لغرض في نفوسهم، فأصبحت اليوم تعني المتمسكين بعقيدة السلف، القائمين على خدمة الإسلام المنفذين لشرعه ... فلا ضير من استعمالها، وإطلاقها، أنى شئنا أو شاء غيرنا من الكتاب والباحثين والمؤرخين"1.