السنوات الأخيرة لا يتحاشون استعمال كلمة وهابية في كتاباتهم. ولا بد أن هذا الموقف جاء نتيجة اعتقاد هؤلاء بأن ما كان يدعو إليه الشيخ وأنصاره بات واضحا بدرجة كبيرة، وأن ما تحمله هذه الكلمة من معاني في الزمن الماضي أصبح أضعف من ذي قبل في أذهان الكثيرين.
ويقول أحمد بن حجر آل طامي في كتابه عن محمد بن عبد الوهاب "ومن معاملة الله لهم- أي خصوم الدعوة- مقتضي مقصدهم هو أنهم قصدوا بلقب الوهابية ذمهم، وأنهم مبتدعة، ولا يحبون الرسول كما زعموا، صار الآن لقبا لكل من يدعو إلى الكتاب والسنة، وإلى الأخذ بالدليل، وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاربة البدع والخرافات والتمسك بمذهب السلف"1.
ويقول الدكتور محمد بن سعد الشويعر: "أطلق خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية التصحيحية، التي نبعت من الجزيرة العربية، لإزالة ما علق بتعاليم الإسلام من شوائب وما أدخل على التوحيد وخاصة توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات من مشاركة المخلوق مع الخالق، في صرف ما هو له جل وعلا وإشراك المخلوق، نقول: "إن أولئك الخصوم أعطوا الدعوة اصطلاحا في اللقب هو"الوهابية" من باب التنفير حسب حركة ذلك الاصطلاح ودعت إليه بعض الطرق الصوفية، ومصالحها في تضليل العوام"2.