قبله وأممهم في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} [آل عمران، من الآية: 81] . فلما فرض الله الإيمان لم يجز ترك ذلك.
وأنا أرجو أن الله يكرمك بنصر دينه ونبيه وذلك بمقتضى الاستطاعة، ولو بالقلب والدعاء، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"1. فإن رأيت عرض كلامي هذا على من ظننت أنه يقبله من إخواننا فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ومن أعجب ما جرى من الرؤساء المخالفين: أني لما بينت لهم كلام الله وما ذكر أهل التفسير في قوله: {أُ ُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء، من الآية: 57] .
وقوله: {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: من الآية 18] .
وقوله: {ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزّمر، من الآية: 3] . وما ذكر الله من إقرار الكفار في قوله: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [يونس، من الآية: 31] . الآية وغير ذلك.
قالوا: القرآن لا يجوز العمل به لنا ولأمثالنا، ولا بكلام الرسول، ولا بكلام المتقدمين، ولا نطيع إلا ما ذكره المتأخرون. قلت لهم: أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي- كل أخاصمه بكتب المتأخرين من علمائهم الذين يعتمدون عليهم فلما أبوا