ونهيتهم عن الربا، وشرب المسكر وأنواع المنكرات. فلم يمكن الرؤساء القدح في هذا وعيبه، لكونه مستحسنا عند العوام، فجعلوا قدحهم وعداوتهم فيما آمر به من التوحيد، وأنهي عنه من الشرك. ولبسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس. وكبرت الفتنه جدا وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله؛ منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلا عن أن يفتريه. ومنها: ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟! هل يقول هذا مسلم أو كافر؟ أو عارف أو مجنون!!
وكذلك قولهم أنه يقول: لو أقدر أهدم قبة النبي صلّى الله عليه وسلّم لهدمتها وأما"دلائل الخيرات" فله سبب، وذلك أني أشرت على من قبل نصيحتي من إخواني أن لا يصير في قلبه أجل من كتاب الله، ويظن أن القراءة فيه أجل من قراءة القرآن. وأما إحراقه والنهي عن الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم بأي لفظ فهذا بهتان. والحاصل: أن ما ذكر عنا من الأسباب غير دعوة الناس إلى التوحيد والنهي عن الشرك فكله من البهتان، وهذا لو خفي على غيركم فلا يخفى على حضرتكم، ولو أن رجلا من أهل بلدتكم - ولو كان أحب الخلق إلى الناس - قام يلزم الناس الإخلاص، ويمنعهم من دعوة أهل القبور، وله أعداء وحساد أشد منه رئاسة وأكثر أتباعا، وقاموا يرمونه بما تسمع، ويوهمون الناس أن هذا تنقص بالصالحين، وأن دعوتهم من إجلالهم واحترامهم لعلمتم كيف، ومع هذا وأضعافه فلا بد من الإيمان بما جاء به الرسول ونصرته كما أخذ الله على الأنبياء