للحج والتقي بكثير من أتباع الدعوة تشبع بها، وعندما رجع إلى وطنه دعا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحارب البدع والخرافات ونشر الإسلام على أوسع نطاق1.
يقول السير أرنولد: "وحول نهاية القرن الثامن عشر ظهر من بين جماعة الفلاتي رجل معروف يدعى الشيخ عثمان دانفوديو، عرف بأنه مصلح ديني وداع محارب، وقد ذهب من السودان إلى مكة لأداء فريضة الحج، فعاد من هناك مليئاً بالحماسة والغيرة من أجل الإصلاح والدعوة للإسلام، تأثر بالوهابيين الذين كانت قوتهم آخذة في النماء في الوقت الذي زار فيه مكة، فأنكر الصلاة على روح الميت، وتعظيم من مات من الأولياء، واستنكر المبالغة في تمجيد محمد نفسه، وهاجم في نفس الوقت رذيلتين كانتا منتشرتين في السودان هما شرب الخمر وفساد الأخلاق"2.
وفي اليمن سار على نهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب الشيخ العلامة محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 هـ بما يشبه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب حيث دعا إلى التوحيد، والاجتهاد، ومحاربة البدع والتقليد الأعمى، وألف في ذلك رسالة سماها"القول المفيد في حكم التقليد". وقد تأثر الشوكاني مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب بابن تيمية. حتى إنه ألف كتاب "نيل الأوطار" لشرح كتاب شيخ الإسلام "منتقى