لصاحب الدعوة، فلقد آمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- بأن المجتمع الإسلامي قد سرى الفساد في كل مقومات حياته، وخاصة فيما يتعلق بالعقيدة، وأن هذا المجتمع أصبح فيه الإسلام غريباً على الإسلام، وأن لا بد من جهاد وصبر وحزم في مقاومة هذا الفساد وإعادة الصحة والسلامة إلى المجتمع الإسلامي عن طريق النصح والإرشاد.

كان الشيخ يعتقد بأن الحال التي عليها المسلمون هي أسوأ حال بلغها المجتمع الإسلامي وأن الفناء مقبل عليهم إن لم يقم المصلحون منهم بدفع هذا البلاء، وإقامة الناس على نهج قويم من دين الله، وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب يؤمن بأن إصلاح هذا الفساد أمر غير مستحيل، إذا قام عليه قوم يدعون للحق ويعطونه كل ما في وسعهم من قوة وجهد. بهذا الإيمان استطاع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن يكسب الأنصار ويجعلهم يشدون أزره في حياته ويقومون مقامه بعد موته.

3- إن أنصار هذه الدعوة السلفية بذلوا كل ما في وسعهم من أجل نجاحها وإبلاغ صوتها إلى مشارق الأرض ومغاربها ولولا الله ثم هؤلاء الأنصار لما استطاع الشيخ أن يثبت طويلاً، لقد حمل أنصار الدعوة من آل سعود لواء الدعوة في حياة الشيخ وبعد وفاته وابتلوا في أموالهم وأنفسهم فما بخلوا. والتاريخ يشهد أن أنصار هذه الدعوة من آل سعود وأهل نجد قد بذلوا كل ما في وسعهم من أجل حماية الدعوة السلفية والتمكين لها.

4- طبيعة البيئة التي ظهرت فيها الدعوة السلفية: لقد ظهرت الدعوة السلفية في نجد، وكانت أنسب تربة لهذه الدعوة المباركة، فأهلها بسطاء متقشفون يتمتعون بصفات المروءة والشجاعة والنجدة.. ويوجد فيهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015