بعد. وعلى هذا فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية دعوة ناجحة بلا شك حيث تحققت الأهداف النبيلة التي سعت لتحقيقها، وخلفت في المجتمع الإسلامي والعربي وعياً مفقوداً وحركت إحساساً كان خامداً، وفتحت بصائر كانت مغلقة. ومن جهة أخرى فإن هذه الدعوة جعلت المسلمين يقلبون وجوه الرأي وأن يرجعوا إلى ما خلف السلف الصالح من آراء وسنن، ونتيجة لذلك رجع المسلمون في كثير من البلاد إلى الينابيع الأولى للإسلام، والواقع أن نجاح دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب يعود إلى عدة أسباب وعوامل يجدر بنا أن نشير إلى أهمها قبل أن نتحدث عن نتائج وآثار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
أولا: أهم أسباب وعوامل نجاح دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية:
1- طبيعة الدعوة: لقد قامت الدعوة على أسس سليمة وسعت إلى تحقيق أهداف سامية كان أساس الأسس الذي قامت عليه هو التوحيد، وكانت الغاية التي سعت إلى تحقيقها تحقيق العبودية الخالصة لله سبحانه وتعالى.
2- قوة إيمان صاحب الدعوة وصدق نيته: فقد فتح الشيخ محمد بن عبد الوهاب، صاحب الدعوة قلبه لها، فولدت طيبة حتى اكتمل نموها، ودفع بها إلى الحياة تسعى بين الناس وهو من ورائها يدفعها بيقينه وإصلاحه وجمع عليها الأنصار بإيمان، والإيمان هو الصفة البارزة