الذين لجأوا إلى صحراء بلاد العرب بعد هزيمتهم على يد الحجاج بن يوسف. ويدعي بأن عقيدتهم شبيهة كل الشبه بتلك الآراء التي يتبعها بدقة أتباع نافع بن الأزرق""1.
ومن المعروف أن الافتراض الذي افترضه خصوم الشيخ لا يتفق مع الحقيقة. فالشيخ وأتباعه يختلفون عن الخوارج في أمور جوهرية، خاصة في العقيدة. فهم يختلفون عن الخوارج في احترامهم لجميع الصحابة ولا ينالون من عثمان أو علي، بل يوفونهما حقهما الواجب لهما. وموقفهم من هذه القضية وفي موضوع الإمامة بصفة عامة اتباع أهل السنة والجماعة. والواقع أنه في حين كان موضوع الإمامة من الموضوعات الأساسية بالنسبة للخوارج فإنه لا يحتل إلا مكانا ضيقا من كتابات الشيخ وأتباعه. ومتى تعرضوا له فإنهم يقولون بوجوب الطاعة للحاكم وإن كان عبدا حبشيا أو جائراً، ما لم يأمر بمعصية الله.
وبالإضافة إلى ما تقدم فإنه من المعروف أن محمد بن عبد الوهاب ظهر في منطقة نجد التي لم تكن خاضعة آنذاك للدولة الإسلامية الكبيرة أو السلطان العثمانيوإنما كانت منطقة مقسمة إلى إمارات صغيرة لا يعترف زعماؤها بسلطة القسطنطينية عليهم. ومن هنا فإنه لا يصح