فلما بدت أنوار هذه الدعوة تكشف غياهب الظلام، وتزيل أدران الشرك ونجاساته، وتدعو الناس إلى تحقيق التوحيد بصفائه ونقائه، أدرك الخصوم أن ظهور هذه الدعوة السلفية نذير بزوال عقائدهم الباطلة، فحشد أولئك الخصوم قواهم وانبروا في التشنيع بهذه الدعوة وأنصارها، وهم أثناء تشنيعهم يذكرون معتقدهم الصوفي أو الرافضي - وغيرها - ويزينونه للناس ويزعمون أنه الحق.
فنجد الصوفية أثناء ردهم على الدعوة السلفية يتبجحون بصوفيتهم ويفتخرون بانتسابهم إلى الطرق الصوفية كالنقشبندية أو القادرية أو التيجانية ويدافعون على التصوف وأدعيائه1.
ومن أسباب المعارضة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية تحريض القوى الاستعمارية آنذاك الفرنسية والبريطانية والهولندية والإيطالية ضد الدعوة وصاحبها وأتباعها. ويعود اهتمام الدول الاستعمارية بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أن الدعوة السلفية انتشرت خارج الجزيرة العربية وأصبح لها أتباع سواء في الدول الإسلامية أو الدول التي يوجد بها أقليات مسلمة. وقد حمل المسلمون الذين تأثروا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية راية المقاومة ضد القوى الاستعمارية فما كان من الدول الاستعمارية إلا أن أخذت