يتكلَّم في هذا الأمر، فليُطلعْ إليَّ قرنه، فنحنُ أحقُّ بذلك منه ومن أبيه (?).
قال حبيبُ بنُ مسلمة: فهَلاَّ أجبته فِداكَ أبي وأمي؟ فقال ابنُ عمر: حلَلْتُ حبوتي، فهممتُ أن أقول: أحقُّ بذلك منك من قاتَلكَ وأباكَ على الإسلام فخشيتُ أن أقولَ كلمة تُفرِّق الجمع، ويُسْفَكُ فيها الدَّمُ، فذكرتُ ما أعدَّ الله في الجنان. [رواه البخاري: 3882].
* وعن سعيد بن حبان قال: جمع المختار رباع أهل الكوفة على صحيفة مختومة يبايعون على ما فيها ويقرون بها. فقلت: لأنظرن ما يصنع الحارث بن سويد رحمه الله، فلما دعيت إذا هو بين يدي القوم فمشيت إلى جنبه، فقلت: يا أبا عائشة أتدري ما في هذه الصحيفة؟ قال: إليك عني، فإني سمعت عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول: ما كنت لأدع قولاً أقوله أدرأ به عني سوطين. [الحلية (تهذيبه) 2/ 67].
* وعن عبد الله بن سلمويه، قال: أسر مصعب بن الزبير رحمه الله رجلاً فأمر بضرب عنقه، فقال: أصلح الله الأمير، ما أقبح بمثلي أن يقوم يوم القيامة فأتعلق بأطرافك الحسنة، وبوجهك الذي يستضاء به، فأقول: يا رب سل مصعبًا فيم قتلني؟ فقال: يا غلام، أعف عنه، فقال: أصلح الله الأمير، إن رأيت أن تجعل ما وهبت لي من حياتي في عيشٍ رخي، قال: يا غلام، أعطه مائة ألف، فقال: أيها الأمير، فإني أشهد الله وأشهدك أني قد جعلت لابن قيس الرقيات منها خمسين ألفًا، فقال له: ولِمَ؟ قال: لقوله فيك:
إنما مصعب شهاب من اللـ ... ـه تجلت عن وجهه الظلماء
[المنتظم 6/ 115، 116].
* وعن هشام بن عروة رحمه الله: أنه دخل على أبي جعفر المنصور، فقال: يا أمير المؤمنين، اقض عني ديني. قال: وكم دينك؟ قال: مائة ألف. قال: وأنت في فضلك وفهمك تأخذ دينًا مائة ألف وليس عندك قضاؤها؟ قال: يا أمير المؤمنين، شب فتيان من فتياننا، فأحببت أن أبوئهم وخشيت أن ينتشر