ثنيتي أحدنا - والثنيتان بيده -، وقد قصدناك أيها الملك لتقتص لنا منه، فقد شاع من عدلك ما حملنا على قصدك، فإن أخذت بحقنا كما أوجب الله عليك وإلا فالله الحاكم بالعدل بيننا. وفسر على السلطان ما قالاه. قال عبد السميع: فشاهدت السلطان وقد نزل عن فرسه وقال: ليمسك كل واحد منكما بطرف كمي واسحباني إلى دار حسن - وهو نظام الملك - فأفزعهما ذلك، ولم يقدما عليه، فأقسم عليهما إلا فعلا، فأخذ كل واحد منهما بطرف كمه وسارا به إلى باب النظام، فبلغه الخبر، فخرج مسرعًا وقبَّل الأرض بين يديه وقال: أيها السلطان المعظم، ما حملك على هذا؟ فقال: كيف يكون حالي غدًا بين يدي الله إذا طولبت بحقوق المسلمين وقد قلدتك هذا الأمر لتكفيني مثل هذا الموقف، فإن تطرق على الرعية ثلم لم يتطرق إلا بك وأنت المطالب، فانظر بين يديك، فقبَّل الأرض وسار في خدمته، وعاد من وقته، فكتب بعزل خمارتكين وحل اقطاعه، وردّ المال إليهما وقلع ثنيتيه إن ثبت عليه البينة، ووصلهما بمائة دينار، وعادا من وقتهما. [المنتظم 16/ 311، 312].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015