أضيع لهم عملًا، وأنا أجود على المولين عني، فكيف بالمتقبلين عليّ؟ ما غضبت على أحد كغضبي على من أذنب ذنبًا فاستعظمه في جنب عفوي، فلو كنت معجلًا أحدًا وكانت العجلة من شأني لعاجلت القانطين من رحمتي، فأنا الديان الذي لا تحل معصيتي ولا أطاع إلا بفضل رحمتي، ولو لم أشكر عبادي إلا على خوفهم من المقام بين يدي لشكرتهم على ذلك، وجعلت ثوابهم الأمن مما خافوا، فكيف بعبادي لو قد رفعت قصورًا تحار لرؤيتها الأبصار، فيقولون: ربنا لمن هذه القصور؟ فأقول: لمن أذنب ذنبًا ولم يستعظمه في جنب عفوي، ألا وإني مكافئ على المدح فامدحوني. [الحلية (تهذيبه) 3/ 181].

* وعن عثمان بن عبد الحميد قال: دخل سابق البربري رحمه الله على عمر بن عبد العزيز، فقال له: عظني يا سابق وأوجز، قال: نعم يا أمير المؤمنين وأبلغ إن شاء الله، قال: هات فأنشده:

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ووافيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون شركته ... وأرصدت قبل الموت ما كان أرصدا

فبكى عمر حتى سقط مغشيًا عليه. [الحلية (تهذيبه) 2/ 229].

* وقال بعضهم: [البداية والنهاية 10/ 329].

ما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئتُ إن لم تشأ لم يكنْ

خلقت العباد على ما علمتَ ... ففي العلم يجري الفتى والمسنّ

فمنهم شقيٌّ ومنهم سعيدٌ ... ومنهم قبيحٌ ومنهم حسنْ

على ذا مننْتَ وهذا خذلتَ ... وهذا أعنتَ وذا لم تعنْ

* وعن يعقوب بن الوليد قال: سمعت أبا تراب رحمه الله يقول: يا أيها الناس، أنتم تحبون ثلاثة وليس هي لكم: تحبون النفس وهي لله، وتحبون الروح والروح لله، وتحبون المال والمال للورثة، وتطلبون اثنين ولا تجدونهما: الفرح والراحة وهما في الجنة. [الحلية (تهذيبه) 3/ 256].

* وقال مالك بن أنس رحمه الله: قال لقمان - عليه السلام - لابنه: يا بني إن الناس قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015