لفضلِ عطائك، عالمون بأنه لا مانِعَ لما أعطى الله ولا مُعْطِيَ لما منع، وإنما أنت أيّها الأميرُ خازنٌ ونحنُ رائدون، فإنْ أُذنَ لك فأعطيتَ حمدْنا اللهَ وشكرناك، وإن لم يُؤذَنْ لك فمنعتَ حمدنا الله وعَذَرناك. ثم جلس؛ فقال زياد لجلسائه: تاللهِ ما رأيتُ كلامًا أبلغَ ولا أوجزَ ولا أنفعَ عاجلةً منه. ثم أمر لهم بما يُصْلِحُهم. [عيون الأخبار 3/ 128].

* وقال أبو سمَّاكٍ رحمه الله لرجلٍ: لم أصنْ وجهي عن الطَّلَبِ إليك، فصنْ وجهك عن ردِّي، وضعني من كرمِك بحيثُ وضعتُ نفسي من رجائك. [عيون الأخبار 3/ 129].

* وقال المنصور لرجلٍ أحْمَدَ منه أمرًا: سلْ حاجتَك. فقال: يُبقيك الله يا أمير المؤمنين. قال: سل، فليس يمكنك ذلك في كلّ وقتٍ. فقال: ولمَ يا أمير المؤمنين! فوالله لا أستقصر عمرَك ولا أرهبُ بُخْلَك ولا أَغنم مالكَ وإنّ سؤالكَ لزَيْنٌ، وإنّ عطاءك لشرف، وما على أحدٍ بذَل وجهه إليك نقصٌ ولا شينٌ. فأمَر حتّى مُليء فُوه دُرًّا. [عيون الأخبار 3/ 129].

وقال عبد الملك لرجل: ما لي أراك واجِمًا لا تَنْطق؟ قال: أشكو إليك ثِقلَ الشَّرَف؛ قال: أعِينوه على حمله. [عيون الأخبار 3/ 130].

* ووقفتْ عجوزٌ على قيس بن سعد - رضي الله عنه - فقالت: أشكو إليك قِلّة الجِرْذَانِ. قال: ما أحسنَ هذه الكنايةَ! إملأوا بيتها خبزًا ولحمًا وسمنًا وتمرًا. [عيون الأخبار 3/ 130].

* وقال رجل لمعاوية - رضي الله عنه -: أقْطِعْني الْبَحْريْن. قال: إني لا أصلُ إلى ذلك. قال: فاستَعمِلْني على البَصْرة. قال: ما أُريدُ عَزْل عاملها. قال: تأمرُ لي بألفين. قال: ذاك لك. فقيل له: ويْحَك! أرضيتَ بعد الأُولَيَيْنِ بهذا! قال: اسكتوا لولا الأُوليَان ما أعطيتُ هذه. [عيون الأخبار 3/ 132].

* وأتى العريان بن الهيثم رحمه الله عتاب بن ورقاء، وهو على أصبهان فقال:

إنا أتيناك لا من حاجة عرضت ... ولا فروض تجازيها ولا نعم

فإن تجد فهو شيء كنت تفعله ... وإن تكن علة نرجع ولم نلم

فأعطاه مائة ألف درهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 4/ 185].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015