يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] قالوا: لا!

قال: أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، ثم قال: أشهد أنكم لستم من الذين قال الله - عزَّ وجلَّ -: {والَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10] اخرجوا فعل الله بكم!! [الحلية (تهذيبه) 1/ 486].

* وعن أبي عبد الله الخواص قال: لما دخل حاتم الأصم رحمه الله بغداد اجتمع إليه أهلها فقالوا له: أنت رجل أعجمي، ليس يكلمك أحد إلا قطعته لأي معنى؟

قال حاتم: معي ثلاث خصال، أظهر بها على خصمي، قالوا: ما هي؟ قال: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ نفسي لأتجاهل عليه، فبلغ ذلك أحمد بن حنبل فقال: سبحان الله ما كان أعقله من رجل. [المنتظم 11/ 254].

* وقال الشافعي رحمه الله: ما ناظرت أحدًا فأحببت أن يُخطئ. [صفة الصفوة 2/ 552].

* وقال أيضًا رحمه الله: ما ناظرت أحدًا قط، إلا أحببت أن يوفّق ويسدد ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفْظ، وما ناظرت أحدًا، إلا ولم أبال بيّن الله الحق على لساني أو لسانه. [صفة الصفوة 2/ 552].

* وقال أيضًا رحمه الله: ما ناظرت أحدًا قط إلا على النصيحة. [الحلية (تهذيبه) 3/ 126].

* وعن ابن أبي دؤاد أنه قال: أُدخل رجل من الخوارج على المأمون رحمه الله، فقال: ما حملك على خلافنا؟ قال: آية في كتاب الله - عزَّ وجلَّ - قال: وما هي، قال: قوله - تعالى -: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] قال له المأمون: ألك علم بأنها منزلة؟ قال: نعم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015