حال السلف في باب المناظرة

* عن مرة بن شرحبيل قال: سئل سلمان بن ربيعة عن فريضة فخالفه عمرو بن شرحبيل فغضب سلمان بن ربيعة ورفع صوته. فقال عمرو بن شرحبيل: والله لكذلك أنزلها الله تعالى! فأتيا أبا موسى الأشعري - رضي الله عنه - فقال: القول ما قال أبو ميسرة، وقال لسلمان: ما كان ينبغي لك أن تغضب إن أرشدك رجل. وقال لعمرو: قد كان ينبغي لك أن تساره ولا ترد عليه والناس يسمعون. [الحلية (تهذيبه) 2/ 70].

* وعن نوح قال: قيل لإياس بن معاوية رحمه الله: فيك أربع خصال: دمامة، وكثرة كلام، وإعجاب بنفسك، وتعجيلك بالقضاء.

قال: أما الدمامة فالأمر فيها إلى غيري، وأما كثرة الكلام فبصواب أتكلم أم بخطأ؟ قالوا: بصواب. قال: فالإكثار من الصواب أمثل، وأما إعجابي بنفسي أفيعجبكم ما ترون مني؟ قالوا: نعم! قال: فإني أحق أن أعجب بنفسي، وأما قولكم إنك تعجل بالقضاء فكم هذه وأشار بيده خمسة، قالوا: خمسة. فقال: عجلتم، ألا قلتم واحد واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة، قالوا: ما نعد شيئًا قد عرفناه، قال: فما أجس شيئًا قد تبين لي فيه الحكم. [الحلية (تهذيبه) 1/ 476].

* وعن علي بن الحسين رحمه الله قال: أتاني نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا:

قال لهم علي بن الحسين: ألا تخبرونني أنتم المهاجرون الأولون {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8]؟ قالوا: لا!

قال: فأنتم {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015