محاسبة النفس

(أ) أهمية وفضل محاسبة النفس:

* قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وحاسبوها قبل أن تحاسبوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم، وتزينوا للعرض الأكبر {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18]. [الحلية (تهذيبه) 1/ 72].

* وعن علي بن عبيد الله الطوسي قال: قال معاوية بن هشام لخالد بن صفوان: لِمَ بلغ فيكم الأحنف بن قيس رحمه الله ما بلغ؟ قال: إن شئت حدَّثتك ألفًا، وإن شئت حذفت لك الحديث حذفًا، قال: احذفه حذفًا، قال: إن شئت ثلاثًا، وإن شئت فاثنتين، وإن شئت فواحدة، قال: ما الثلاث؟ قال: أما الثلاث فإنه كان لا يشره، ولا يحسد، ولا يمنع حقًا. قال: فما الثنتان؟ قال: كان موفقًا للخير معصومًا عن الشر. قال: فما الواحدة؟ قال: كان أشد الناس على نفسه سلطانًا. [المنتظم 6/ 94].

* وقال السري السقطي رحمه الله: من حاسب نفسه استحيا الله من حسابه. [صفة الصفوة 2/ 630].

* وعن الحسن البصري رحمه الله قال: إن المؤمن قوّام على نفسه يحاسب نفسه لله - عزَّ وجلَّ - وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة، إن المؤمن يَفجَأه الشيءُ يعجبه فيقول: والله إني لأشتهيك وإنك لَمن حاجتي، ولكنْ والله ما من صلةٍ إليك، هيهات هيهات، حِيلَ بيني وبينك. ويفرط منه الشيء، فيرجع إلى نفسه، فيقول: ما أردت إلى هذا. مالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015