كلما غفل عنه الغافلون. [المنتظم 10/ 138، 139].
* وقال ابن كثير رحمه الله: وقد رأى أبا نواس رحمه الله بعضُ أصحابه في المنام، فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بأبيات قلتها في النرجس:
تفكر في نبات الأرض وانظر ... إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات ... بأبصار هي الذهب السبيك
على قصب الزبرجد شاهدات ... بأن الله ليس له شريك
وفي رواية عنه أنه قال: غفر لي بأبيات قلتها وهي تحت وسادتي، فجاؤوا فوجدوها برقعة في خطه:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة ... فلقد علمت بأن عفوك أعظم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعا ... فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
إن كان لا يرجوك إلا محسن ... فمن الذي يرجو المسيء المجرم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا ... وجميل عفوك ثم إني مسلم
وعن عبد الواحد بن زيد قال: خرجت حاجا يصحبني رجل، فكان لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء إلا صلى على النبي، فقلت له: في ذلك، فقال: أخبرك عن ذلك، خرجت أول سنيات إلى مكة ومعي أبي، فلما انصرفنا، فكنا في بعض المنازل، فبينا أنا نائم إذ أتاني آت فقال لي: قم فقد أمات الله أباك وسود وجهه، فقمت مذعورا، فكشفت الثوب عن وجه أبي، فإذا هو ميت أسود الوجه، قال: فدخلني من ذاك، فبينا أنا على ذلك الغم إذ غلبتني عيني فنمت، إذ أقبل رجل حسن الوجه، في ثوبين أخضرين، فرفع الثوب عن وجهه فمسح وجهه بيده ثم أتاني فقال لي: قم فقد بيض الله وجه أبيك، فقلت: من أنت بأبي أنت وأمي، فقال لي: أنا محمد، قال: فقمت فكشفت الثوب عن وجه أبي فإذا هو أبيض الوجه، فأصلحت من شأنه ودفنته، فما تركت الصلاة بعد على النبي. [موسوعة ابن أبي الدنيا 3/ 77].