* وعن زياد مولى ابن عباس، قال: حدَّثني من دخل على حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - في مرضه الذي مات فيه، فقال: لولا أني أرى هذا اليوم آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة لم أتكلم به، اللهم إنك تعلم أني كنت أحب الفقر على الغنى، وأحب الذلة على العز، وأحب الموت على الحياة، حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، ثم مات رحمه الله [المنتظم 5/ 106].
* وعن سلم بن بشير بن حجل قال: بكى أبو هريرة - رضي الله عنه - في مرضه، فقيل له: ما يبكيك يا أبا هريرة؟ قال: أما إني ما أبكي على دنياكم هذه، ولكني أبكي لبعد سفري، وقلة زادي، وإني أصبحت في صعود مهبطه على جنة ونار، فلا أدري أيهما يُسْلك بي. [المنتظم 5/ 315].
* وعن عمر بن قيس عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال، لما حضره الموت قال: انظروا أصبحنا؟ قال: فأتي فقيل: لم نصبح حتى أتي في بعض ذلك فقيل له: قد أصبحت. فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها النار، مرحبًا بالموت مرحبًا، زائر مُغَيَّب، حبيب جاء على فاقة، اللهم إني قد كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، إنك لتعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لِكَرْي الأنهار، ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالرُكَب عند حِلَق الذِكر. [صفة الصفوة 1/ 234].
* وقالت أُمُّ الدرداء: لما احتُضر أبو الدرداء - رضي الله عنه - جعل يقول: مَن يَعملُ لمثل يومي هذا؟ من يعملُ لمثل مضجعي هذا؟. [السير (تهذيبه) 1/ 305].
* عن موسى الطلحي، قال: اجتهد أبو موسى الأشعريُّ - رضي الله عنه - قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له: لو أمسكت ورفقتَ بنفسك؟ قال: إنَّ الخيل إذا أُرسِلَت فقاربت رأس مَجراها، أَخْرَجَتْ جميعَ ما عندها، والَّذي بقي من أَجَلي أقلُّ من ذلك. [السير (تهذيبه) 1/ 281].
* وعن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب قال: دعا أبو موسى الأشعري رضى الله عنه فتيانه حين حضرته الوفاة، فقال: اذهبوا واحفروا وأوسعوا، وأعمقوا فجاؤوا فقالوا: قد حفرنا وأوسعنا وأعمقنا. فقال: والله؛ إنها لإحدى المنزلتين، إما ليوسعن علي قبري حتى تكون كل زاوية منه أربعين