ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين، فكلما تصفحوها قرؤوا الزيادة والنقصان ورموا بها، فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ، فكان سبب إسلامي.

فحججت فرأيت سفيان بن عيينة فحدثته بهذا الحديث فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله - عزَّ وجلَّ. قلت: في أي موضع؟ قال: في قوله - عزَّ وجلَّ - في التوراة والإنجيل: {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاء} [المائدة: 44] فجعل حفظه إليهم فضاع. وقال الله - عزَّ وجلَّ -: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر 9] فحفظه الله تعالى علينا فلم يضع. [المنتظم 10/ 51].

* وقال ابن القيم رحمه الله: قيل لبعض الأعراب - وقد أسلم - لما عرف دعوته - عليه الصلاة والسلام - عن أي شيء أسلمت؟ وما رأيت منه مما دلك على أنه رسول الله؟ فقال: ما أمر بشيء فقال العقل: ليته نهى عنه، ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته أمر به، ولا أحل شيئا فقال العقل ليته حرمه، ولا حرم شيئا فقال العقل: ليته أباحه. [مدارج السالكين 1/ 428].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015