على أموالهم مخافة خذلان الله تعالى إياه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/ 277، 278].
* وعن أبي خير إسحاق العزاوي قال: زحف إلينا أزدمهر عند مدينة الكرخ في ثمانين فيلًا، فكادت تنفض الخيول والصفوف، فكرب لذلك محمد بن القاسم، فنادى عمرانَ بنَ النعمان رحمه الله أمير حمص، وأمر الأجناد فنهضوا بما استطاعوا، فلما أعيته الأمور نادى مرارًا: لا حول ولا قوة إلا بالله.
فكف الله الفيلة بذلك، وسلط الله عليها الحر فأنضجها، ففزعت إلى الماء، فما استطاع سوَّاسها ولا أصحابها حبسها، وحملت الجند عند ذلك، فكان الفتح بإِذن الله. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/ 95، 96].
* وقال علي بن محمد بن شقيق البلخي رحمه الله: قد كان جدي خرج إلى بلاد الترك لتجارة وهو حدث، إلى قوم يقال لهم الخصوصية، وهم يعبدون الأصنام، فدخل إلى بيت أصنامهم، وعالمهم فيه حلق رأسه ولحيته ولبس ثيابًا حمراء أرجوانية، فقال له شقيق: إن هذا الذي أنت فيه باطل، ولهؤلاء ولك ولهذا الخلق خالق وصانع ليس كمثله شيء، له الدنيا والآخرة، قادر على كل شيء رازق كل شيء؛ فقال له الخادم: ليس يوافق قولك فعلك، فقال له شقيق: كيف ذاك؟ قال: زعمت أن لك خالقًا رازقا قادرًا على كل شيء، وقد تعنيت إلى ههنا لطلب الرزق، ولو كان كما تقول فإن الذي رزقك ههنا هو الذي يرزقك ثَمَّ فتريح العناء، قال شقيق: وكان سبب زهدي كلام التركي، فرجع فتصدق بجميع ما ملك وطلب العلم. [الحلية (تهذيبه) 2/ 496].
* وقال سفيان الثوري: قرأ واصل الأحدب رحمه الله هذه الآية: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22] فقال: ألا إن رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض، فدخل خربة فمكث ثلاثًا لا يصيب شيئًا، فلما كان اليوم الرابع إذا هو بدوخلة من رطب، وكان له أخ أحسن نيّة منه، فدخل معه فصارتا دوخلتين، فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرّق الموت بينهما. [جامع العلوم والحكم / 570].
* وقال المروزي: قيل لأبي عبد الله رحمه الله: أيّ شيء صدق التوكل على الله؟ قال: أن يتوكل على الله ولا يكون في قلبه أحد من الآدميين يطمع