يغتمّ، فيأتيه الله برزقه من قِبَل سُرّته، وغذاؤه في بطن أمه من دم حيضها، فمن ثَمّ لا تَحيض الحامل، فإذا سقط استهَلّ استهلالة إنكارًا لمكانه، وقُطِعت سُرّته وحَوّل الله رزقه إلى ثدي أمّه ثم حوله إلى الشيء يُصْنع له ويَتناوله بكفّه، حتى إذا اشتدّ وعقل قال: أين لي بالرزق! يا ويحك! أنت في بطن أمك وفي حِجْرها تُرْزَق حتى إذا عَقَلتَ وشَبَبت قلتَ: هو الموت أو القتل وأين لي بالرزق! ثم قرأ: {يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} [الرعد: 8]. [عيون الأخبار 2/ 730].
* وعن أبي حازم رحمه الله أنهم أتوه فقالوا له: يا أبا حازم أما ترى قد غلا السعر؟ فقال: وما يغمكم من ذلك، إن الذي يرزقنا في الرخص، هو الذي يرزقنا في الغلاء. [الحلية (تهذيبه) 1/ 526].
* وعن أبي أسامة قال: وصل إلى عون بن عبد الله رحمه الله أكثر من عشرين ألف درهم فتصدق بها، فقال له أصحابه: لو اعتقدت عقدة (?) لولدك؟ فقال: اعتقدتها لنفسي واعتقدت الله لولدي؟ قال أبو أسامة: فلم يكن في المسعوديين أحسن حالًا من ولد عون بن عبد الله. [الحلية (تهذيبه) 2/ 95].
* وعن الحسن رحمه الله قال: إن العز والغنى يجولان في طلب التوكل، فإذا ظفرا أوطنا، وأنشد:
يجول الغنى والعز في كل موطن ... ليستوطنا قلب امرئ إن توكلا
ومن يتوكل كان مولاه حسبه ... وكان له فيما يحاول معقلا
إذا رضيت نفسي بمقدور حظها ... تعالت وكانت أفضل الناس منزلا
[موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 142، الحلية (تهذيبه) 2/ 348].