مواضع الشهوات فيه، وطرد عنه رغبة الدنيا. [المنتظم 14/ 119].

* وعن جعفر بن عبد الرحمن أنه قال: أتيت مسعر بن كدام رحمه الله لأسمع منه، فكأنه رجل قد أقيم على شفير جهنم ليلقى فيها. [المنتظم 8/ 159، 160].

* وعن عقبة بن فضالة قال: سمعت أبا عبيدة الخواص رحمه الله بعدما كبر وهو آخذ بلحيته يبكي ويقول: قد كبرت فأعتقني. [المنتظم 8/ 259].

* وعن محمد بن المنكدر رحمه الله: أنه بينما هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى، فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله، فسألوه: ما الذي أبكاك؟ فاستعجَمَ عليهم، فتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم وأخبروه بأمره، فجاء أبو حازم إليه، فإذا هو يبكي، فقال: يا أخي ما الذي أبكاك قد رُعْتَ أهْلك؟ فقال له: إني مرت بي آية من كتاب الله - عزَّ وجلَّ. قال: ما هي؟ قال: قول الله - عزَّ وجلَّ -: {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47] قال: فبكى أبو حازم معه، واشتدّ بكاؤهما. قال: فقال بعض أهله لأبي حازم: جئنا بك لتفرّج عنه فزِدْته. قال: فأخبرهم ما الذي أبكاهما. [صفة الصفوة 2/ 479].

* وعن سعيد بن جبير رحمه الله، قال: إن الخشية أن تخشى الله حتى تَحُول خشيتهُ بينك وبين معصيتك، فتلك الخشية. [صفة الصفوة 3/ 54].

* وعن إبراهيم التيمي رحمه الله قال: ينبغي لمن لا يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار؛ لأن أهل الجنة قالوا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34]. وينبغي لمن لا يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة؛ لأنهم قالوا: {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور: 26]. [صفة الصفوة 3/ 62].

* وعن الحسن، قال: خرج هرم بن حيان، وعبد الله بن عامر رحمهما الله يؤمان الحجاز فجعلت أعناق رواحلهما تخالجان الشجر، فقال هرم لابن عامر: أتحب أنك شجرة من هذه الشجر، فقال ابن عامر: لا والله لما أرجو من ربي، فقال هرم: لكني والله لوددت أني شجرة من هذه الشجر أكلتني هذه الناقة، ثم قذفتني بعراء، ولم أكابد الحساب، يا ابن عامر إني أخاف الداهية الكبرى، إما إلى الجنة وإما إلى النار. قال الحسن: وكان هرم أفقه الرجلين وأعلمهما بالله. [المنتظم 5/ 219].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015