* وعن صالح المري قال: كان عطاء السليمي رحمه الله قد أضر بنفسه حتى ضعف، قال: فقلت له: إنك قد أضررت بنفسك، وأنا متكلف لك شيئًا فلا ترد علي كرامتي، قال: أفعل، قال: فاشتريت سويقًا من أجود ما وجدت، وسمنا فجعلت له شريبة فلتتها وحليتها فأرسلت بها مع ابني وكوزًا من ماء فقلت له: لا تبرح حتى يشربها، قال: فرجع فقال: قد شربها، فلما كان من الغد جعلت له نحوها ثم سرحت بها مع ابني، فرجع بها لم يشربها، قال: فأتيته فلمته وقلت له: سبحان الله رددت علي كرامتي!! إن هذا مما يعينك ويقويك على الصلاة وعلى ذكر الله، قال: فلما رآني قد وجدت من ذلك، قال: يا أبا بشر لا يسوؤك الله، قد شربتها أول ما بعثت بها، فلما كان الغد زاولت نفسي على أن أسيغها فما قدرت على ذلك، إذا أردت أن أشربه ذكرت هذه الآية: (يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَاتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ) الآية [إبراهيم: 17]. فبكى صالح عندها، فقلت في نفسي: ألا أراني في واد وأنت في آخر؟!. [الحلية (تهذيبه) 2/ 321].
* وعنه قال: قلت لعطاء السليمي رحمه الله ما تشتهي؟ فبكى فقال: أشتهي والله يا أبا بشر أن أكون رمادًا، لا يجتمع منه سفة أبدًا في الدنيا ولا في الآخرة. قال صالح: فأبكاني والله، وعلمت أنه إنما أراد النجاة من عسر يوم الحساب. [الحلية (تهذيبه) 2/ 323].
* وعن نعيم العنبري قال: كان عطاء السليمي رحمه الله إذا فرغ من وضوئه انتفض وارتعد وبكى بكاءً شديدًا، فيقال له في ذلك فيقول: إني أريد أن أقدم على أمر عظيم أريد أن أقوم بين يدي الله - عزَّ وجلَّ -!! [الحلية (تهذيبه) 2/ 320].
* وعن العلاء بن محمد قال: دخلت على عطاء السليمي رحمه الله وقد غشي عليه، فقلت لامرأته أم جعفر: ما شأن عطاء؟ فقالت: سجرت جارتنا التنور فنظر إليها فخر مغشيًا عليه. [الحلية (تهذيبه) 2/ 320].
* وعن مسروق رحمه الله قال: إذا بلغ أحدكم أربعين سنة، فليأخذ حذْره من الله - عزَّ وجلَّ. [صفة الصفوة 3/ 16].
* وعن إبراهيم بن شيبان رحمه الله أنه قال: الخوف إذا سكن القلب أحرق