سبرة عليه وقال: أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين، فما رأيت أحدًا أصيب بأعظم من مصيبتك في أيام متتابعة، والله ما رأيت مثل ابنك ابنًا، ولا مثل أخيك أخًا، ولا مثل مولاك مولى قط، فطأطأ عمر رأسه، فقال لي رجل معي على الوسادة: لقد هيجت عليه. قال: ثم رفع رأسه فقال: كيف قلت الآن يا ربيع فأعدت عليه ما قلت أولاً قال: لا والذي قضى عليه - أو قال عليهم - بالموت، ما أحب أن شيئًا من ذلك كان لم يكن. [الحلية (تهذيبه) 2/ 237].
* وقال عبد العزيز بن أبي رُوَّاد رحمه الله: كان عابد يتعبد في بني إسرائيل، فرأى في منامه أن فلانة زوجتك في الجنة، فاستضاف بها ثلاث ليال لينظر عملها، فكانت تنام وهو يقوم، وتفطر وهو يصوم، فلما فارقها سألها عن أوثق عملها عندها، قالت: هو ما رأيت، إلا خصلة واحدة، إن كنت في شدة لم أتمنّ أني في رخاء، وإن كنت في مرض لم أتمنّ أني في صحة، وإن كنت جائعة لم أتمنّ أني شبعان، وإن كنت في شمس لم أتمنّ أني في ظل.
فقال العابد رحمه الله: هذه والله خصلة يعجز عنها العباد. [الجامع المنتخب / 188].
* وعن شقيق البلخي قال: ذهب بصر عبد العزيز بن أبي رواد رحمه الله عشرين سنة فلم يعلم به أهله ولا ولده، فتأمله ابنه ذات يوم فقال له: يا أبت ذهبت عينك؟ قال: نعم يا بني، الرضاء عن الله أذهب عين أبيك منذ عشرين سنة. [الحلية (تهذيبه) 3/ 40].
* وعن النِّباجيِّ رحمه الله قال: لو جُعِلتْ لي دعوةٌ مجابةٌ ما سألتُ الفردوس، ولَكُنتُ أسألُ الرِّضى، فهو تعجيل الفردوس. [السير (تهذيبه)]
* وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: درجة الرضا عن الله - عزَّ وجلَّ - درجة المقربين ليس بينهم وبين الله تعالى إلا رَوح وريحان. [الحلية (تهذيبه) 3/ 16].
* وعن أبي علي الرازي قال: صحبت الفضيل بن عياض رحمه الله ثلاثين سنة، ما رأيته ضاحكًا ولا متبسمًا إلا يوم مات ابنه علي، فقلت له في ذلك