يحيي الموتى بعد عيسى بن مريم - عليه السلام - لأحياهم عمر بن عبد العزيز، ثم قال: لست أعجب من الراهب أغلق بابه، ورفض الدنيا وترهب وتعبد، ولكن أتعجب ممن كانت الدنيا تحت قدميه فرفضها ثم ترهب. [الحلية (تهذيبه) 2/ 220].
وعن رباح بن عبيدة قال: كنت أتجر، فقال لي عمر بن عبد العزيز رحمه الله: يا رباح اتخذ لي كسائين خزا أتخذ أحدهما محبسًا والآخر شعارًا، قال: ففعلت فصنعتهما بالبصرة، فلم آل ثم قدمت بهما فأمر بقبضهما، فلما أصبح غدوت عليه فقال لي: يا رباح ما أجود ثوبيك لولا خشونة فيهما، فلما ولي قال لي: يا رباح اتخذ لي من هذه الجباب الهروية عامل قطن فيهن صغر قال: فاشتريت له ثلاث شقق فقطعت من الثلاث جبتين خشنتين ثم أتيت بهما إليه، فقبضهما فقال لي: يا رباح ما أجود ثوبيك لولا لين فيهما قال: فذكرت قوله الأول وقوله الآخر. [الحلية (تهذيبه) 2/ 232].
* وعن عبد الله بن مسلم، يحدث عن أبيه. قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وعنده كاتب يكتب، قال: وشمعة تزهر وهو ينظر في أمور المسلمين، قال: فخرج الرجل، وأطفئت الشمعة وجيء بسراج إلى عمر، فدنوت منه فرأيت عليه قميصًا فيه رقعة، قد طبق ما بين كتفيه قال: فنظر في أمري. [الحلية (تهذيبه) 2/ 232].
* وعن هشام بن حسان قال: دخلنا على كهمس رحمه الله وهو بمكة، وهو في دار لسليمان بن علي على المسعى قد اشتراها بأربعين ألف دينار، قال هشام: وقد أنفق عليها مثلها، قال: فدخلها عليه بعد العصر، فرفع إنسان رأسه من أصحابنا فنظر إلى سقف البيت فقال: يا أبا عبد الملك يسرك أن هذه الدار لك تأكل غلتها؟ فقال كهمس: لا والله ما يسرني لو أنها لي بأربعة دراهم، قال هشام: فلا أرى رجلًا يحلف على يمين بعد العصر وهو كاذب. [الحلية (تهذيبه) 2/ 319].
* وقال رجل لسفيان الثوري رحمه الله: يا أبا عبد الله إن فيك لعَجَبًا، قال: يا ابن أخي ما الذي بان لك مني حتى عجبت؟ قال: تنقلك من بلد إلى بلد، إن للناس مأوى، وللسبع مأوى، ومالك مأوى تأوي إليه! فقال له سفيان: