قال الذهبي رحمه الله: ما في هذا مدح، ولكنه مُؤذِنٌ بخشيةٍ وحُزن. [السير (تهذيبه) 2/ 803].
* وقال عمارة بن يحيى: سألت عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله عن الرجل يسلم على القوم وهم يأكلون وهو صاحب هوى أو فاسق، أيدعونه إلى طعامهم؟ قال نعم! قال لي بشر بن منصور: إني لأدعو إلى طعامي من لو نبذت إلى الكلب كان أحب إلي من أن يأكله.
قال عبد الرحمن رحمه الله: وليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام. [الحلية (تهذيبه) 2/ 330].
* وقال الذهبي رحمه الله: الضحكُ اليسيرُ والتبسُّمُ أفضلُ وعدم ذلك من مشايخ العلم على قسمين:
أحدهما: يكونُ فاضلًا لمن تركَهُ أدبًا وخوفًا من الله، وحُزنًا على نفسه المسكينة.
والثاني: مذمومٌ لمن فعله حمقًا وكبرًا وتصنُّعًا، كما أَنَّ من أكثر الضحكَ استخفَّ به، ولا ريبَ أن الضحكَ في الشباب أخفُّ منه وأعذرُ في الشيوخ.
وأما التبسم وطلاقُةُ الوجه فأرفعُ من ذلك كلِّه، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - " تبسُّمكَ في وجه أخيك صدقةٌ" وقال جريرٌ: " ما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا تبسَّم " فهذا هو خلقُ الإِسلام، فأعلى المقامات من كان بَكَّاءً بالليل، بَسَّامًا بالنهار.
بقي هنا شيءٌ: ينبغي لمن كان ضحوكًا بسَّامًا أن يقَصِّر من ذلك، ويلوم نفسَه حتى لا تمجَّهُ الأنفس، وينبغي لمن كان عبوسًا مُنقبضًا أن يتبسَّم، ويُحسِّن خلقَه، ويمقتَ نفسَه على رداءة خُلُقِه، وكل انحرافٍ عن الاعتدال فَمَذمومٌ، ولا بد للنفسِ من مجاهدة وتأديب. [السير (تهذيبه) 1/ 858].
* وقال بعضهم: [عيون الأخبار 3/ 197].
وما ابنُ آدمَ إلاّ ذكرُ صالحةٍ ... أو ذكرُ سيِّئةٍ يَسرِي بها الكَلِمُ
أما سمعتَ بدهرٍ باد أمّتُه ... جاءت بأخبارها من بعدها أمَمُ