* وعن عطاء بن أبي رباح قال: سألت الوليد بن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: كيف كانت وصية أبيك إياك حين حضره الموت؟ قال: دعاني فقال: يا بني، أوصيك بتقوى الله، واعلم أنك لن تتقي الله - عزَّ وجلَّ - حتى تؤمن بالله، واعلم أنك لن تؤمن بالله، ولن تَطْعم طعم حقيقة الإيمان، ولن تبلغ العلم، حتى تؤمن بالقدر كله خيره وشره؟ قال: قلت: يا أبتِ، وكيف لي أن أؤمن بالقدر كلّه خيره وشرّه؟ قال: تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، أي بني، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن أول ما خلق الله - عزَّ وجلَّ - القلم، قال: اكتب، قال: ما أكتب يا رب؟ قال: اكتب القدر، قال: فجرى القلم في تلك الساعة بما كان وبما هو كائن إلى الأبد ". [الشريعة / 223].
* وعن محمد بن إبراهيم القرشي عن أبيه قال: كنت جالسًا عند ابن عمر رضي الله عنهما، فسئل عن القدر؟ فقال: شيء أراد الله - عزَّ وجلَّ - ألاّ يطلعكم عليه، فلا تريدوا من الله - عزَّ وجلَّ - ما أبى عليكم. [الشريعة / 245].
قال الآجري رحمه الله: هذا معنى ما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله، في رسالته لأهل القدر. قوله: فلئن قلتم: قد قال الله - عزَّ وجلَّ - في كتابه كذا وكذا، يقال لهم: لقد قرؤوا منه - يعني الصحابة - ما قد قرأتم، وعلموا من تأويله ما جهلتم، ثم قالوا بعد ذلك: كله كتاب وقدر، وكتب الشقوة وما قدر يكن، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولا نملك لأنفسنا ضرًا ولا نفعًا، ثم رغبوا بعد ذلك ورهبوا، والسلام. [الشريعة / 245].
* وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: كل شيء بقدر، حتى وضعك يدك على خدك. [الشريعة / 225].
* وقال أيضًا رضي الله عنه: القدر: نظام التوحيد، فمن وحَّد الله تعالى فآمن بالقدر، فهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن وحَّد الله وكذب بالقدر، فإن تكذيبه بالقدر نقص للتوحيد. [الشريعة / 226].
* وعن محمد بن سيرين رحمه الله أنه قال: ما ينكر قوم إن الله - عزَّ وجلَّ - علم شيئًا فكتبه؟. [الشريعة / 230].