قال: فأتي بياسمين فحفت به الفرش، ثم قامت إلي فوضعت يدها على موضع علتي التي كنت أجد في ساقي، فمسحت ذلك المكان بيدها ثم قالت: قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور، قال: فاستيقظت، والله وكأني قد أنشطت من عقال، فما اشتكيت تلك العلة بعد ليلتي تلك، ولا ذهبت حلاوة منطقها من قلبي: قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 296، 297].

* وعن هرم بن حيان رحمه الله قال: قمت من الليل فقرأت ثلاثًا من الحواميم، ثم غلبت فنمت، فإذا أنا في منامي بجوارٍ أربع قد وقفن علي مزينات، فقلن: يا هرم بن حيان ما كنت خليقا أن تفرق بيننا وبين أخواتنا قلت: ومن أنتن؟ قلن: نحن الأربع البواقي من الحواميم اللواتي لم تقرأنا، قال: فاستيقظت فزعًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 298].

* وقال عمر بن ذر رحمه الله: لما رأى العابدون الليل قد هجم عليهم ونظروا إلى أهل السآمة والغفلة قد سكنوا إلى فرشهم ورجعوا إلى ملاذهم من الضجعة والنوم: قاموا إلى الله فرحين مستبشرين مما قد وهب لهم من خير على السهر وطول التهجد، فاستقبلوا الليل بأبدانهم، وباشروا ظلمته بصفاح وجوههم، فانقضى عنهم الليل وما انقضت لذتهم من التلاوة، ولا ملت أبدانهم من طول العبادة، فأصبح الفريقان وقد ولى عنهم الليل بربحٍ وغبنٍ: أصبح هؤلاء قد ملوا النوم والراحة، وأصبح هؤلاء متطلعين إلى مجيء الليل للعبادة، شتان ما بين الفريقين، فاعملوا أنفسكم رحمكم الله في هذا الليل وسواده، فإنما المغبون من غبن خير الليل والنهار، والمحروم من حرم خيرهما، إنما جعل سبيل المؤمنين إلى طاعة ربهم وبالاً على الآخرين للغفلة عن أنفسهم فأحيوا أنفسكم فيه فإنما تحيا القلوب بذكر الله تعالى، كم من قائم لله تعالى في هذا الليل وقد اغتبط بقيامه في ظلمة حفرته، وكم من نائم في هذا الليل قد ندم على تطول نومه عندما يرى من كرامة الله للعابدين غدًا، فاغتنموا من الساعات والليالي والأيام رحمكم الله. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 303].

* وقال يحيى بن أبي كثير رحمه الله: والله ما رجل تخلى بأهله عروسًا، أقر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015