* وقال سفيان رحمه الله: كانوا يقومون أول الليل، وينامون آخره. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 295].
* وعن مضر القارىء رحمه الله، قال: كان رجل من العباد ينام من الليل، قال: فغلبته عينه ذات ليلة فنام عن جزئه، قال: فرأى فيما يرى النائم كأن جارية وقفت عليه، كأن وجهها القمر المستتم قال: ومعها رق فيه كتاب فقالت: اتقرأ أيها الشيخ؟ قال: نعم قالت: فاقرأ لي هذا الكتاب قال: فأخذته من يدها ففتحته فإذا فيه مكتوب:
ألهتك لذة يوم عن خير عيش ... مع الخيرات مع غرف الجنان
تعيش مخلدًا لا موت فيها ... وتنعم في الخيام مع الحسان
تيقظ من منامك إن خيرًا ... من النوم التهجد بالقرآن
قال: فوالله ما ذكرتها قط إلا ذهب عني النوم. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 295].
* وعن أزهر بن مغيث بن ثابت الثعلبي رحمه الله، حدثنا أبي وكان من القوامين لله في سواد هذا الليل المظلم، قال: رأيت في منامي امرأة لا تشبه نساء أهل الدنيا فقلت: من أنت؟ قالت: حوراء أمة الله , قال: قلت: زوِّجيني نفسك، قالت: اخطبني إلى سيدي وأمهرني، قال: قلت: وما مهرك؟ قالت: طول التهجد. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 296].
* وعن عبد الواحد بن زيد رحمه الله قال: أصابني علة في ساقي فكنت أتحامل عليها للصلاة، قال: فقمت عليها من الليل فأجهدت وجعًا، فجلست ثم لففت إزاري في محرابي ووضعت رأسي عليه فنمت، فبينا أنا كذلك إذا بجارية تفوق الدمى حسنًا تخطر بين جوارٍ مزينات حتى وقفت علي وهن خلفها، فقالت لبعضهن: أرفعنه ولا تهجنه، قال: فأقبلن نحوي فاحتملنني عن الأرض وأنا أنظر إليهن في منامي، ثم قالت لغيرهن من الجواري الذين معها: افرشنه ومهدنه ووطئن له ووسدنه، قال: ففرشن تحتي سبع حشايا لم أر لهنّ في الدنيا مثلاً، ووضعن تحت رأسي مرافق حصرًا حسانًا، ثم قالت للذين حملنني: اجعلنه على الفرش رويدًا لا تهجنه، قال: فجعلت على تلك الفروش وأنا أنظر إليها وما تأمر به من شأني، ثم قالت: أحففنه بالريحان،