* وعن سعد بن إبراهيم قال: مَرُّوا برجل يوم القادسية وقد قطعت يداه ورجلاه وهو يضحك، ويقول: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً}. [النساء: 69] فقيل: ممن أنت رحمك الله؟ قال: امرؤ من الأنصار. [موسوعة ابن أبي الدنيا 4/ 41].

* وعن هشام بن محمد: أن زيد بن صوحان رحمه الله أصيبت يده في بعض فتوح العراق، فتبسم والدماء تشخب، فقال له رجل: ما هذا موضع تبسم!

فقال زيد: ألم حل هونه ثواب الله عليه، أفأردفه بألم الجزع الذي لا جدوى فيه ولا دريكة لفائت معه؟ وفي تبسمي عزيَّة لبعض المؤتسين من المؤمنين. فقال الرجل: أنت أعلم بالله مني. [موسوعة ابن أبي الدنيا 4/ 41].

* وعن مسعر قال: مُرَّ برجل يوم اليمامة وقد نثر قُصْبُه - أي أمعاؤه - في الأرض، وهو يقول لبعض من مر به: ضم إلي منه لعلي أدنو قيد رمح أو رمحين في سبيل الله!!. [موسوعة ابن أبي الدنيا 4/ 41].

* وقال إسحاق بن إبراهيم: نظر يونس بن عبيد رحمه الله إلى قدميه عند موته، فبكى، فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: قدمَايَ لم تُغْبَرّا في سبيل الله - عزَّ وجلَّ. [صفة الصفوة 3/ 217].

* وقال الأصمعي: لما صافَّ قتيبةُ بنُ مسلم رحمه الله للترك، وهاله أمرُهم سأل عن محمد بن واسع. فقيل: هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه يُبصبصُ بأصبعه نحوَ السماء. قال: تلك الأصبعُ أحبُّ إلى من مئة ألف سيف شهيرٍ وشاب طرير. [السير (تهذيبه) 2/ 638].

* وعن محمد بن إبراهيم بن أبي سُكَينة، قال: أملى عليَّ ابنُ المبارك رحمه الله سنة سبع وسبعين ومئة، وأنفذها معي إلى الفُضيل بن عياض من طرَسُوس:

يا عَابدَ الحَرمين لَوْ أبْصَرتَنَا ... لَعَلِمْتَ أنَّكَ في العبَادةِ تَلْعَبُ

مَن كانَ يَخضِبُ جيدَه بِدُمُوعِه ... فنحورُنا بدمائِنا تتخضَّبُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015