فمن قال أن أبا حنيفة كافر فهو ضال ظالم مخطئ وينبغي أن يؤدب ويعزر تعزيراً بليغاً على نيله من هذا الإمام الجليل الذي تسير على نهجه جماهير غفيرة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم منذ وجد إلى اليوم، وهو كغيره من الأئمة في سائر أبواب الاعتقاد على سبيل الإجمال.

أما حين تنتقل إلى العلماء والدعاة المعاصرين فإنك تسمع ما لا تحب سماعه، ولا تكاد تخلو صفحة من كتب الشيخ الأخيرة من الهجوم على مخالفيه ورميهم بمختلف الألقاب والنقائض وما أسرده -كما ذكرت في بداية الفصل- ما هي إلا نماذج فقط.

• في "دستور الوحدة ص196" يقول عن بعض مخالفيه، ولنفترض أن مخالفيه من الشباب الصغار، ولنفترض أنهم على خطأ وهو على الصواب، ولنفترض أنهم لم يتعلموا الأدب وأساؤوا المعاملة مع الشيخ ونقصوا حقه، وأن الشيخ يتحدث بغضب وتهيج. . . لنفترض هذا كله. . . ثم نستمع إلى ما يقول الشيخ في كتاب مطبوع، وليس على منبر أو في مجلس خاص، أو محاضرة: (إنكم في الفقه أصفار لا في العير ولا في النفير، وهذا الجهل مقبحة محدودة، أما المقبحة التي لا تحد فهي اشتهاؤكم لذم الناس والتماس العيب للأبرياء، إنكم تنطلقون كالزنابير الهائجة تلسعون هذا وذاك باسم الحديث النبوي والدفاع عن السنة ونحن نعرف أن آباءكم قتلوا علياً باسم الدفاع عن الوحدة الإسلامية، وقتلوا عثمان باسم الدفاع عن النزاهة الإسلامية، وقتلوا عمر باسم الدفاع عن العدالة الإسلامية فيا أولاد الأفاعي إلى متى تتسترون بالإسلام لضرب الرجال الذين يعيشون له ويجاهدون لنصرته؟ ولحساب من تكنون هذه الضغائن عليهم وتسعون جاهدين للإيقاع بهم وتحريش السلطات عليهم؟) .

هل تستحق هذه الكلمة من تعليق؟

• كل الناس يحسنون الشتيمة، ولننظر: من الذين قتلوا علياً باسم الدفاع عن الوحدة؟

الذين قتلوا علياً باسم الدفاع عن الوحدة هم من الخوارج والخوارج -أقولها صريحة- لم يلقوا من الشيخ من الهجوم ولا بعض ما لقيه هؤلاء الملتزمون بمنهج أهل السنة والجماعة، بل إنه تحدث عن "شكري مصطفى" وجماعته الذين يسمون بجماعة (التكفير والهجرة) في كتاب "دستور الوحدة" تحت عنوان (التكفير) في آخر الكتاب ومع أنه نقده وذمه إلا أن عبارته معه كانت لينة حيث قال: (ص242) : (غفر الله له، وتقبل دمه في التائبين) ! هذا "شكري مصطفى" وهو من الخوارج.

والغريب أن الشيخ خصص نصف هذا الموضوع (التكفير) لمن يسميهم بالسلفيين! فاللهم غفراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015