على قولين فالقول المخالف لقول أهل السنة أقرب للصواب وفيه الرشاد- قال له السائل: فإن وافقهم الخبران جميعا؟ قال: ينظر إلى ماهم إليه أميل بأحكامهم وقضاتهم، فيترك ويؤخذ بالآخر. قال: فإن كانوا يميلون إليهما معا؟ قال: فأرجه حتى تلقى إمامك) (?) .

• ولذلك فإن الشيعة يرفضون أعظم وأكمل وأقوى إجماع يمكن أن يحدث على وجه الأرض، إجماع الصحابة على أبي بكر رضي الله عنه ثم على عمر ثم على عثمان، إنه إجماع لم يخرج منه أحد. صحيح أن عليا تأخر في البيعة لظروف معينة لكنه بايع بعد ذلك بايع الثلاثة كلهم، ولما توفي أبو بكر رضي الله عنه، تولى بعده عمر، فرضي به المسلمون كلهم ورأوا بيعته وخلافته حسنة، ولما طعن رضي الله عنه جعل الأمر في الستة الذين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فكان عبد الرحمن بن عوف يجوب في أنحاء المدينة ما يترك رجلا ولا امرأة، ولا بيتا، ولا قريبا، ولا بعيدا، ولا كبيرا، ولا صغيرا، إلا يسأله، فلم يجدهم يعدلون بعلي وعثمان، فقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم، ثم أجمعت الأمة من ورائهم على أن أفضل الناس وأجدرهم بالخلافة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، وبطبيعة الحال فالرافضة يعتبرون أن هؤلاء الثلاثة كفار، وبناء على ذلك فإن من العبث أن يقال إنهم يرفضون الإجماع الذي يعتبر هؤلاء أفضل الأمة فكيف يقال إن إجماع الرافضة وإجماع أهل السنة واحد؟ مع وجود هذا الفرق الهائل بين الطرفين.

• مع ذلك فإن الرافضة لهم عقائد خطيرة يتميزون بها عن أهل السنة، والكلام في هذه العقائد يطول، لكنني أشير إليها إشارة عابرة. ومن أراد التفصيل ومعرفة النصوص المضبوطة الواضحة من كتب الرافضة -أنفسهم- فعليه مراجعة الكتب المتخصصة، ومن أهم العقائد التي يتميزون بها:

1- عقيدة الإمامة، وهي ليست كما صورها الغزالي أن الشيعة يرون أن الإمام من آل البيت، أو أنه على التعيين، الأمر أبعد من ذلك، الشيعة يرون أن الإمامة لا تقل خطورة عن النبوة، وأن الذي لا يؤمن بها مرتد كافر، وأنه لولا الإمامة لساخت الأرض واضطربت بمن فيها، وفي الكافي 1/373: (عن أبي عبد الله: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيبا!!) -يعني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما- ولذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015