وبعضهم قال: نحن عل دين إبراهيم فلم يكن العرب كلهم من أهل الفترة الذين لا علم لهم بالرسالات والنبوات، لا حجة مع الغزالي في الآية إذاً وهي قوله تعالى [وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا] .

4- كذلك الغزالي احتج بأنه يروى أن الله أحيا أبوي النبي صلى الله عليه وسلم فآمنا به، يقول الغزالي: (وهي رواية ينقصها السند كما أن روايتكم ينقصها الفقه، ولا أدري ما تعسفكم لتعذيب أبوين كريمين لأشرف الخلق) مشكلة أن ينقل الشيخ مثل هذه الرواية الواهية ويعارض بها حديثين في صحيح مسلم، إنها رواية مختلقة مكذوبة لا أصل لها، وهي الأخرى تعارض العقل والنقل، فكيف يقبلها؟ أين العقل؟ أن الله أحيا الأبوين الكريمين فآمنا به؟ (أولاً) : مثل هذا الأمر لو حصل لكان من الأمور التي يعرفها الصحابة كلهم، لأنها من القضايا النادرة التي يحرص الناس عل تناقلها والحديث فيها، (ثانياً) : أن هذا مخالف لقاعدة الشرع التي تقتضي أن الإنسان إذا مات انتهى وقت التكليف بالنسبة له وبدأ وقت الجزاء، كما هو معروف، ولذلك في القبر لا يوجد تكليف للإنسان، وكذلك فيما بعده، وهذه قضية مطردة ومتفق عليها، فكيف غاب عن الغزالي أن هذه الرواية ينقصها السند وينقصها الفقه أيضاً وصار يحاول أن يعللها ويقول بها، (ثالثاً) : قوله (ما تعسفكم لتعذيب أبوين كريمين لأشرف الخلق) ما هذه العواطف الغامضة؟ إذاً لماذا لا نقول إن والد إبراهيم هو الآخر في الجنة؟ أليس الله عز وجل يقول: [وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه] . نص صريح، كذلك ولد نوح [رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين، قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم، إني أعظك أن تكون من الجاهلين] كذلك زوجة نوح ولوط [كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين] .

فكونه أبا النبي أو ابن النبي أو أخاه أو قريبه كله لا يغني من الله شيئا، إنما يغني الإنسان عمله الصالح: [إن أكرمكم عند الله أتقاكم] . أما القرابة هذه فلا تمنع من الحكم عل الكافر بأنه كافر وعل المخلد في النار بأنه مخلد في النار.

• وأخيراً ما سيمر في مناقشة كتابه "السنة النبوية. ." أشير إلى ما يلي:

أ- لم يكن سلف الأمة يفرقون بين حديث الآحاد وغيره في العقيدة وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرسل آحاداً من أصحابه إلى القبائل لتلقينه الدين أصوله وفروعه ولم يطلب منهم أن يثبتوا أو يرسلوا من يستوضح الأمر فدل على قيام الحجة بالآحاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015